للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شبابنا اليوم وحقيقة إسلامهم]

أبو الحسن الندوي رحمه الله من علماء الإسلام؛ كتب كتاباً وهو من الكتب الفكرية النافعة، ونحن إذ نوصي الشباب أن يقرءوا القرآن وتفسيره والسنة وشروحها؛ لكن أيضاً نوصي بقراءة بعض الكتب التي تنفع؛ يقول: إن الصور لا تغني من الحقائق شيئاً، تجد الطفل الصغير يدخل في متحف من المتاحف فيجد أسداً محنطاً فيدخل الطفل يده بين فكي الأسد، بل يتحسس أنياب الأسد بأنامله، بل وتجد هذا الطفل يمتطي صهوة الأسد ويتمسك بلمته ولا يخشاه ولا يخافه، سبحان الله! أسد سبع مفترس مخيف، لو زأر لاهتزت القلوب من زئيره، كيف هذا الطفل يحوم حوله! وربما يستلقي تحته! ما الذي حدث؟! الجواب واضح: لأن هذا الأسد صورة، لكن دع قطاً يدخل فجأة، تجد هذا الطفل يصرخ، بل لو وجد وَزَغَاً أو صرصاراً أو خنفساء تجد هذا الطفل يخاف ويصرخ ويهرع، سبحان الله! هو يتقلب على الأسد والآن يخشى من صرصار أو خنفساء أو غيره، الجواب واضح: لأن هذا حقيقةُ صرصارٍِ، حقيقة خنفساء، حقيقة قط، أما هذا الأسد فهو صورة.

فكثير من شبابنا اليوم هم صور والحقائق تكاد تكون قد انطمرت، نحن لا ننفي عن حقيقة الإسلام حتى لا يقول أحد: إن هؤلاء الشباب يكفرون الناس، أو هؤلاء الشباب ييئسون من صلاح الناس، لكن نقول كما قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:١٤] من كثرة ما كسبوا من السماع والرؤية والكلام والغفلة والقعود عن الصلوات، والبخل في الصدقات وو إلى غير ذلك، تراكم على أنفسهم طبقات من المنكرات أصبحت الحقيقة مندرسة مطمورة مختفية تحت طبقات الذنوب والمعاصي.

حقيقة الإسلام الموجودة عند الشباب هي مستقرة في القلوب، ولا أحد يكفرهم؛ لكن أين أثرها في الأمر بالمعروف في النهي عن المنكر في الاستقامة في الصلاة في الطاعة في العبادة في الدعوة؛ في السمت الحسن: في في إلى آخره، لا تجد لها أثراً، ولما غابت الحقائق أصبح هذا الكم الكبير لا يؤثر ولا يضر شيئاًَ.

الآن أعداء الإسلام هل يخافون من الصائعين الضائعين من المسلمين؟! هل يخافون من الذين يتسكعون فيما يسمى بالفيديو كليب والأغاني وملاحقة الماجنات والراقصات؟! هل يخاف أعداء الإسلام من الذين يقضون حياتهم مع العراة والكاسيات العاريات والمعاكسات والضياع؟! لا يخشى أعداء الإسلام من هؤلاء، يخشى أعداء الإسلام من مسلمٍ حقيقي يعرفون أنه يحمل هماً للإسلام وينتظر موعداً لنصرة الإسلام، فهذا هو الشاب الذي يخشاه أعداء الأمة.