للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اللسان وعظم أمره]

يا أحبابي إن الإنسان إذا تعود الذكر ربما ذكر الله في موطنٍ يؤجر فيه فيبلغ به أعلى الدرجات، قال صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليقول الكلمة لا يلقي لها بالاً تبلغ به من رضوان الله أعلى الدرجات) ما هي الكلمة التي يمكن أن تقولها من غير أن تخطط لها ومن غير أن تدبر لها، أنت قلتها ولم تلق لها بالاً فبلغت بك أعلى الدرجات من رضا الله؟

الجواب

هي الكلمة التي أنت قد تعودت عليها يا حبيبي، إذا كنت متعوداً على ذكر الله عز وجل، فسيأتي مقام أو مكان أو ظرف أو شيء معين، فتقول كلمة من ذكر الله في رضوان الله ما خطرت على بالك لكنك بلغت بها أعلى الدرجات: (وإن الرجل ليقول الكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً) فإذا شئت أن تتعود الأجر والخير فعود نفسك أن تكتب لك الحسنات وأن تمحى عنك السيئات كما تأخذ هذا الزفير والشهيق في النفس بمحاولة تعويد النفس على ذكر الله عز وجل، والسلامة من الكلمات التي لا تليق، فحينئذٍ تؤجر بأجرٍ عظيم، فكما أن اللسان وهو الجارحة الصغيرة الذي يسبب أو تحصل به على حسناتٍ كثيرة يجعلك تنال درجات كبيرة ومنازل عظيمة وهذا اللسان ربما كان سبباً أن يكب عبدٌ من عباد الله على أنفه في نار جهنم، وكلكم يعلم حديث معاذ حيث قال: (يا رسول الله! وإنا لمؤاخذون على ما نتكلم به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ) وهذه كلمة تقولها العرب لا تعني بها معناها، يعني: الرسول لا يدعو على معاذ بأن أمه تفقده وإنما هي من الكلمات التي تقولها العرب ولا يراد بها معناها، فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم) فكما أن هذا اللسان جارحة الذكر يسبب لك أجراً وخيراً عظيماً، فربما جر عليك وبالاً وشقاءً عميماً وكبيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله.