للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل الوضوء وإسباغه]

في فضل الوضوء كنزٌ عظيم فعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: (كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي أرعاها، فروحتها بالعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً يحدث الناس وأدركت من قوله: ما من مسلمٍ يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة، فقلت: ما أجود هذا! فإذا قائلٌ بين يدي يقول: التي قبلها أجود، فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب فقال: إني قد رأيتك قد جئت آنفاً، قال: ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ الوضوء أو يسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) أخرجه مسلم.

فهذا الطهور وهذا الوضوء فضله عظيم، فإذا أعقبته بصلاةٍ كانت سبباً في مغفرة ذنبك كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر الله له) رواه أحمد وأصحاب السنن.

وقال صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر الله له ما تقدم من ذنبه) رواه الإمام أحمد وأبو داود.

فكل هذا من الفضائل العظيمة ومن الخيرات العميمة ومن الأجر الذي كتبه الله واختاره عز وجل وقربه إلى هذه الأمة لما كانت أمة أعمار أهلها قصيرة، جعل الله لها من الخيرات والبركات في ليلة القدر وفي ساعات الإجابة، وفي فضل الذكر، وفي فضل التسبيح، وفي فضل هذه الأعمال ما نسبق به الأولين ونفوق به الآخرين إذا صلحت منا النية، وصدق منا الفعل، وكان ذلك خالصاً لوجه الله عز وجل.