للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل صلاة الفجر جماعة]

يا إخوان أليس من فضل الله العظيم أن صلاة الفجر مع الجماعة تجعلك في ذمة الله عز وجل: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله فانظر يا بن آدم! لا يطلبنك الله من ذمته بشيء) كما قال صلى الله عليه وسلم؟ كم الذين تفوتهم صلاة الفجر الآن؟ بل كم من الذين يؤقتون ويثبتون الساعة والمنبه على وقت الانصراف إلى الدوام، والله يا أخي الحبيب إن قصد تفويت الصلاة وقصد تثبيت الساعة على وقت ينبهك بعد خروج وقت الصلاة لفيه دلالة على ترك الصلاة عمداً وتأخيرها عمداً، وهذا ربما كان سبباً أن يطبع على قلب صاحبه، وربما كان ذريعة إلى ترك الصلاة بالكلية؛ لأن ذلك تأخير (إن لله بالليل عملاً لا يقبله بالنهار، وإن لله بالنهار عملاً لا يقبله بالليل) الآن لو يأتي موظف يريد أن يداوم بعد صلاة العشاء والناس مداومون الصباح هل يقبل منه هذا العمل؟ لا يقبل مديره منه هذا، ولله المثل الأعلى، لا يمكن أن يقبل عمل الليل بالنهار أو عمل النهار بالليل، إلا من كان له عذرٌ شرعي، فحينئذ الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده، ويعذر عباده عز وجل، وقد يقول قائل: ما بال الفقراء، ما بال الأقوياء الذين سلبت منهم نعمة الصحة فأصبحوا من ذوي السقم والمرض، ما بال العجزة، ما بال الذين لا يقدرون على فعل هذه الأعمال ما حظهم من الثواب؟ نذكرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض المسلم أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيما) فأنت -يا أخي الحبيب- عود نفسك الآن على الأذكار وعود نفسك على العبادة، واجعلها برنامجاً يومياً لا يشغلك عنه شاغل، ولا يصرفك عنه صارف، فلو كتب لك بعد ذلك أمرٌ من المقادير يحول بينك وبين ما كنت قد تعودته وأمضيته من العمل الصالح والأذكار فإن أجرك باقٍ كما هو لا ينقص من أجرك شيءٌ بأي حالٍ من الأحوال.