للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نبحث عن الشاب المبارك]

مسألة البركة مهمة، في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أم هانئ! اتخذي غنماً فإن فيها بركة) هذا ملاحظ! البركة اليوم تجدها في هذه الغُنَيْمات، الشاة تنتج واحداً أو اثنين، إذا سمعنا والله أن هناك نعجة أنجبت ثلاثة لصار شيئاً ورقماً قياسياً، وتسجل مع النعجة (دوللي) المشهورة بالاستنساخ، تسجل في الأرقام القياسية معها، ومع ذلك الناس من آدم إلى يومنا هذا وهم يذبحون في هذه الغنم وهذه النعاج ويأكلون، وما انتهت هذه الغنم؛ لأن الله جعل فيها بركة، الكلبة كم تنجب؟ تنجب تسعة، ولذلك تجد أثداء الكلبة كلها مقسمة (سنترال) على أساس أن تجعل أبناءها يشبعون، فالقضية هي أنها ما فيها بركة، ولذلك تكاد تنقرض الكلاب وقليلة ونادرة جداً، فلما كتب الله البركة في الغنم: (يا أم هانئ! اتخذي غنماً فإن فيها بركة) جعل الله فيها البركة، الناس يأكلون ويضحون ويهدون، ومع ذلك الغنم متوفرة وموجودة، لو أن الناس يأكلون في الكلاب ربع أكلهم في الغنم لانقرضت؛ لأنها ما جعل الله فيها بركة.

بعضاً من الكوريين جاءوا عندنا في المملكة، يوم أن اشتغلوا في الدَّهْن، واللحام، والأشجار، فانتهت الكلاب والحمير عن بكرة أبيها، ابحث الآن على حمار وكلب، لا تجد أبداً إلا ممن قال الله فيه: {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الأعراف:١٧٩].

فيا أحبابنا: نحن نريد الشاب المبارك.

نريد الشاب الذي يتسع صدره لإخوانه.

نريد الشاب الذي يصلح بين الناس.

نريد الشاب الذي يملأ وقته بما ينفع.

نريد الشاب الذي يغار على دينه.

نريد الشاب الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

نريد الشاب الذي أمله في جنة عرضها السماوات والأرض.

نريد نريد إلى غير ذلك، كل هذا هو الذي نتمناه.

وأنا واثق أن كل واحد منا لو نفض عنه غبار النوم وجدد الثقة بنفسه وأنه قادر على أن يحدث شيئاً، والله لَيُحْدِثنَّ، والله لَيَفْعَلَنَّ، والله لَيَعْمَلَنَّ ولَيَسْتَطِيْعَنَّ، ولكن من الذي يبدأ بأول خطوة على الطريق؟! الشباب بين مصيبتين: بين احتقار الذات.

وبين غرور النفس.

فالمغرور مسكين يظن أنه يفعل كل شيء وهو لا يفعل شيئاً.

والذي يحتقر نفسه لا يستطيع أن يتحرك خطوة، ونحن نقول: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً} [الإسراء:٢٩].

نريدك وسطاً:

فلا تك فيها مُفرِطاً أو مفرِّطاً كلا طرفَي قصد الأمور ذميمُ

نريد الشاب المعتدل المتوسط الذي يعيش بنفس طويلة المدى.