للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التدرج في الدعوة إلى الله]

السؤال

كيف أدعو إلى الله؟

الجواب

الدعوة إلى الله على بصيرة مبنية على علم، فلا يمكن أن يدعو الإنسان بحماس وصياح وسباب وشتائم وعاطفة.

الأمر الثاني: أن تركز جهدك وكلامك في ذات المرض نفسه بغض النظر عمن يفعلونه، فإنك يوم القيامة لن يحاسبك الله لماذا لم تفضح فلاناً ولم تشتم علاناً، وإنما أنت مسئول على أن توجه نصيحتك في ذات المرض والعلة والداء، كالطبيب الذي يأتي إليه المريض، لا مصلحة للطبيب في سب المريض وشتمه، ولا مصلحة للطبيب في أن يضيع وقته في لعن المرض والمرضى، وإنما من واجبه أن يبين خطر المرض، وأعراضه ومراحله، وتطوره والوقاية منه، وأساليب العلاج منه، فهذا من البصيرة والحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل.

ومن الحكمة أن يبدأ الإنسان في الدعوة بالأهم فالمهم، أي أن يتدرج في هذا، ففي هذا خير خاصة لمن ابتلي بكبائر العظائم والأمور، أو أمور في العقيدة، لا تكلمه في مسائل في الفروع وعنده ضلال في العقيدة، والإنسان بحسب نيته وحال المدعو، يعني ليس هناك طريقة عامة في كل شيء يختلف الناس ما بين جاهل يحتاج إلى بصيرة وما بين إنسان يطلب الحق وعنده شيء من الحوار والفطنة والنباهة والقدرة على المناظرة، ويحتاج إلى الصبر، وسماع الكلام، واحتواء ما عنده من الحجة، وسماع كلامه حتى الآخر، ثم أنك تجزئ له الحجة منطقاً منطقاً، فقرة فقرة حتى يستوعبها ويفهمها.

من الناس من يكون على ضلال وتتصل به؛ لأنك تطمع في هدايته فافهم هذا جيداً، ومن الناس من تعلم أنه عدو ضال مضل عنيد معاند، يقعد للحق بكل صراط يوعد ويتوعد، فهذا يستحق أن ينابذ وأن يحذر منه وينتبه لشره، أي ليس هناك قاعدة مطردة في كل حال وفي كل زمان ومكان، بل لكل مقام مقال.

وفي الختام أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على طاعته، وأن يجمعنا وإياكم في دار كرامته، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، وأن تكثروا من سؤال الله أن يثبتنا وإياكم على طاعته إلى أن نلقاه.

اللهم توفنا وأنت راض عنا، اللهم توفنا راكعين ساجدين، شهداء موحدين، مصلين قائمين هداة مهتدين يا رب العالمين! غير خزايا ولا مفتونين.

اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح بطانتهم، اللهم اجمع شملهم، اللهم اجمع شمل العلماء والولاة والدعاة على طاعتك، اللهم لا تشمت بنا حاسداً ولا تفرح علينا عدواً.

اللهم اهد الضالين، اللهم انصر عبادك الموحدين وانصر جندك المجاهدين يا رب العالمين، وارحم اللهم موتى المسلمين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، واقض اللهم الدين عن المدينين، وفرج هم المهمومين، يا أكرم الأكرمين يا رب العالمين! وفي الختام أرجو من إخواني أن يقف على الأبواب من يجمع تبرعات لإخوانكم المحتاجين في البوسنة والهرسك، تصلهم بإذن الله وعندنا تصريح في جمع التبرعات في هذا، أسأل الله أن يكون عملنا وعملكم خالصاً لوجهه الكريم وصلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم.