للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اغتنام أوقات الدعاء]

وأذكر نفسي وإياكم بأن هناك أوقاتاً لها مزيد فضل، قد خصها الله جل وعلا بمزيد الأجور والثواب والخيرات منها: ساعات السحر، ساعات آخر الليل، ساعات فضيلة وجليلة، ولو كنا إلا ما ندر وشاء الله في غفلة عنها، لكن نحدث أنفسنا عسى أن نجتهد فيها إن شاء الله.

ساعات آخر الليل، ساعات التنزل الإلهي التي ينزل الله جل وعلا فيها نزولاً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، ويقول: يا عبادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ يا إخواني! والله إن العجب كل العجب في أنفسنا حينما يكون للواحد منا حاجة، أذهب إلى ابن عمي، وابن خالي، وابن وابن، وفلان وعلان تريد الحاجة والنفع منهم، قبل أن تذهب إلى هؤلاء عندك ساعة ووقت يجاب فيه الدعوة، فأخلص النية واستيقظ آخر الليل.

تجد كثيراً من الناس يلح على أمر من الأمور شهراً، وشهرين، وسنة، وسنتين، ولا يتحقق له هذا الأمر، لكنه لا يكلف نفسه عناء ساعة آخر الليل يتوضأ ويحسن الوضوء، ويسأل ربه الذي خلق الدنيا ومن فيها ومن عليها أن ييسر له هذا الأمر وذلك دليل النسيان والغفلة، والعياذ بالله.

ومن الساعات المهمة يوم الجمعة وساعة الإجابة فيه ساعة فضيلة، كذلك في السنة أيام فضيلة فيها: عشر ذي الحجة، وفيها عرفة، وفيها رمضان، وفيها العشر الأواخر، وليلة القدر، الوقت مهم، ولكنه مليء بالفرص الأهم، الوقت ثمين، ولكن فيه ساعات أثمن، لكن أين نحن من اغتنامها؟ أين نحن من الاستفادة منها؟