للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل دعاء الملائكة وقراءة القرآن]

ثم يدخل إلى المسجد فالملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ما دام في انتظار الصلاة، الآن يقول بعض الناس: جزاك الله خيراً، لا تنسنا من دعائك، قل لفلان يدعو لنا، أنا عندي لك ملائكة تدعو لك، تقول: اللهم اغفر له الله ارحمه، لو قلت لك الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين يدعو لك لفرحت، لكن أيضاً بإمكانك أن تجعل الملائكة تدعو لك وتستغفر لك وتقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة تستغفر لأحدكم ما دام في مصلاه ينتظر الصلاة ما لم يحدث) فأنت إذا بكرت بخطواتك مكتوبة، وهذا ربح لا يفرط فيه أحد، ولذلك بنو سلمة لما أرادوا أن ينزلوا من دورهم وبيوتهم ومساكنهم ليبنوا بيوتاً ويسكنوا دوراً بجوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (يا بني سلمة! دياركم -أي: الزموا دياركم- تكتب آثاركم) لماذا تضيعون الحسنات {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:١٢].

ثم إذا دخلت المسجد وصليت هاتين الركعتين المباركتين وتسندت على هذا العمود فالملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.

ثم فتحت المصحف لتقرأ وليس (الم) حرف، ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف، ولك بكل حرفٍ حسنة ولك بالحسنة عشر أمثالها، ثم إذا أقيمت الصلاة وصليت والصلاة بإذن الله عز وجل كفارة للذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهراً غمراً يغتسل منه كل يومٍ خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء، قالوا: لا يا رسول الله، لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلكم الصلاة لا يبقى من درن العبد وذنوبه معها شيء) الله أكبر! لكن صلاة كاملة، صلاة تامة، الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، الصلاة التي تحضرها بقلبك، الصلاة التي تتدبرها، وقد تنسى وقد تغفل وقد تنشغل في صلاتك بشيءٍ ما، لكن عد وجاهد نفسك، فلك بإذن الله أجر الصلاة وأجر المجاهدة.

يا أحبابي! هل يبقى من درن الواحد منا شيء؟ الجنة قريبة، ولا يحرم الجنة إلا الذي أصر وقال: أريد النار، لا يهلك على الله إلا هالك.

أسباب الخير كثيرة ويسيرة ومتعددة، لم يجعل الله طريق الجنة في الأموال والصدقات، لو كان ذلك لحرم الفقراء دخول الجنة، لو جعل الله دخول الجنة في الجهاد لكان الضعفاء لا يدخلون الجنة، ما جعل الله دخول الجنة في عملٍ معين بل من فضل الله ومنه وكرمه أنه لم يجعل الجنة في الجهاد فحسب، أو في الصيام فحسب، أو في الصدقة فحسب، أو في عملٍ معين فحسب، بل جعل أبواب الجنة متعددة، وكلٌ يسلك طريقه إلى الجنة، والمرد والمنتهى والعاقبة إلى الجنة بإذن الله عز وجل.