للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة المجاهدة]

أيها الأحبة! المبادرة تحتاج إلى مجاهدة: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:٦٩].

المبادرة تحتاج يقظة وحذراً من هذه الملهيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:٩ - ١١] لا بد أيها الأحبة من المبادرة، ولا بد أن تعلم أن الليل والنهار يمضيان ويسرعان.

والليل فاعلم والنهار كلاهما أرواحنا فيها تعد وتحسب

قال الجنيد لرجلٍ وهو يعظه: جماع الخير كله في ثلاثة أشياء: إن لم تمض نهارك بما هو لك فلا تمضه بما هو عليك، وإن لم تصحب الأخيار فلا تصحب الأشرار، وإن لم تنفق مالك فيما لله فيه رضاً فلا تنفقه فيما لله فيه سخط وغضب:

صرمت حبالك بعد وصلك زينب والدهر فيه تصرمٌ وتقلب

فدع الصبا فلقد عداك زمانه وازهد فعمرك مر منه الأطيب

ذهب الشباب فما له من عودة وأتى المشيب فأين منه المهرب؟

ضيفٌ ألم إليك لم تحفل به فترى له أسفاً ودمعاً يسكب

دع عنك ما قد فات في زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب

واخش مناقشة الحساب فإنه لا بد يحصى ما جنيت ويكتب

لم ينسه الملكان حين نسيته بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب