للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انتشار المنظمات الصليبية على الحدود الصومالية]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله! أشهد أن لا إله إلا الله، حكمٌ عدلٌ، واحد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.

عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتفطنوا وانظروا حال إخوانكم هناك، لا تُوجد جمعيات إسلامية تُذكر أو جهود تُخبر، لا يوجد إلا منظمة الصليب الأحمر، ومنظمة كير للعناية الكاثوليكية، ومنظمة أطباء بلا حدود الهولندية، ومنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، ومنظمة أكس فام للإغاثة البريطانية، ومنظمة العون الأمريكي والرؤيا العالمية، ومنظمة جي تي زت الألمانية.

أما الإغاثة الإسلامية فليست في شيء يُذكر، وإني أنادي الإغاثة ومنظمة الإغاثة من هذا المكان، والله لتسألن أمام الله إن كان في رصيد الإغاثة ديناراً لا يصرف على هذه الأزمة.

نعم.

الإغاثة تعمل وتبذل ولها جهود، لكن ينبغي ألا تدخر وسعاً (أنفق بلالاً ولا تخش من ذي العرش إقلالاً) اللهم أعط كل منفق خلفاً، ولا كرامة للإغاثة فهي من جيوب المسلمين، لست بهذا أتهم الإغاثة بأنها تسرق الأموال، ولكن أقول: الحال في الصومال ليست على المستوى المطلوب، وجهود الإغاثة مقصرة! مقصرة! مقصرة!! فإما أن تبرهن للناس جهوداً واضحة قوية، وتتعاون مع المؤسسات الإسلامية النشطة، كمنظمة مسلمي أفريقيا، أو تقول للمسلمين: إنا نعجز عن أن نقدم شيئاً في أفريقيا، أو يقولوا: إنا نعجز أن نُقدم شيئاً في الصومال، حتى نعرف أين تذهب الأموال، لست أشكك بل أجزم وأقطع وبنفسي رافقت الإغاثة إلى كمبوديا وإلى بكين وإلى بعض البقاع، فرأيت عملاً مشرفاً وجهوداً طيبة، لكني أقول: الجهود في الصومال ضعيفة، الوضع في الصومال غير مشرف، سبع منظمات صليبية بعضها يحتكر الغذاء، وبعضها يحتكر الدواء ينبغي أن يوجد منافسة، وأن تصب الملايين صباً، وهذه برقية عاجلة إلى مدير هيئة الإغاثة: أخبروا المسلمين ماذا قدمتم في الصومال؟ المأساة عظيمة، إغاثة أي: إغاثة لكل مسلم في أي بقعة كان، ومع وجود هذه المنظمات الصليبية التي لا تفتأ أن تُنزل مع الدواء أسلحة، ومع الغذاء متفجرات، حتى تقول للناس: اعملوا واشتغلوا في هذه الحرب الأهلية، حتى إذا كشفت الحرب عن ساقها ظهر لنا أمر عجيب، وجدنا أن الهدف الأول في الحرب الأهلية، هم الدعاة والمتدينون وطلبة العلوم الشرعية.

إذاً ليست كارثة ومفاجئة، بل حرب صليبية يغذيها النصارى بالسلاح تحت الدواء، وبالمتفجرات تحت الغذاء، وماذا يقول بعضهم؟ تقول بعض منظمات الإغاثة: إن هؤلاء الأصوليين هم الذين يحولون دون وصولنا إلى كثير من المناطق التي نريد أن نصلكم فيها، لكن هؤلاء المتشددون الوهابيون المتطرفون هم الذين يمنعون وصولنا إليكم، حتى يثيروا الأحقاد والعداء في نفوس الفقراء على العلماء وطلبة العلم، فإذا جاءوا يدعونهم أو يحذرونهم من التنصير، أو يدعونهم إلى التوحيد، قالوا: أنتم أعداؤنا فلا نقبل منكم شيئاً.

ما هي احتياجات المسلمين في الصومال؟ الغذاء، الماء، الدواء، الكساء، الخيمة، هذا الذي يريدونه، يريدون شيئاً يفضل عنا، يريدون شيئاً لا يساوي عشر ما نصرفه في حفلة زواج.