للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نداء إلى كل مسلم]

يا أمة الإسلام! من يشتري الجنة بدعوة إلى التوحيد ومواجهة للتنصير؟! من يشتري الجنة بلقمة تدفع الموت، وبجرعة تبرئ السقم، وبغرفة ماء ترد الحياة، وبلباس يستر العورة؟! أين من أسرف على نفسه بالذنب والمعصية؟ دونك باب عظيم في الصومال، إغاثة اللاجئين تُكفر به ذنوبك وخطاياك: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:١١٤].

هل في المسلمين تاجر يهجر مكتبه أو شركته، أو يهجر شاشة الأسهم وبورصة العملات، ليعقد أكبر صفقة رابحة مع الله في إنقاذ عباد الله اللاجئين من الشرك، الفارين من التنصير، الهاربين من المرض والجوع والعطش؟! هل يوجد ثري يسافر إلى هناك؟! هل يوجد من يُغير خط الرحلة، من نيس وكان وماربيا وجنيف ليجعله إلى صوفتو وغيرها، من المواقع التي تمتلئ بالمساكين الصوماليين؟! أين من يملك طائرة خاصة يتجول بها، أو ينقل بها الضيوف ليحضروا زواج ابنته في لندن، هل يذهب بطائرته إلى هناك لكي ينظر أحوال المسلمين؟! هل يوجد من يسير إلى تلك البقاع؟! هل في شبابنا من يجمعون المال ويسافرون، وينتظمون في سلك الإغاثة، ويقولون لهيئة الإغاثة: أعطونا المال والدواء، وجهزوا كل السُبل ونحن ننفذ إن لم يوجد عندكم جهاز يكفي للتنفيذ؟! هل فكرنا أن نزور هذه المنطقة؟! أيها الأحبة! منذ مدة وجهت إلينا دعوة لنحضر زفافاً في فندق الإنتر كونتيننتل، فقلت: لا والله لا نحضره، وحرام على أهلي أن يحضروه، ولا يجوز لنا أن نحضر، إيجار الصالة في ليلة واحدة مائة وخمسين ألف ريال! حفلة زواج بمائة وخمسين ألف ريال! ومنذ مدة حفلة زواج في فندق الإنتر قبل الحفلة قُدم للمغنية ستون ألف ريال، أو لمطرب من المطربين قدم له ستون ألف ريال لكي يغني في العروس والعريس، إنا لله وإنا إليه راجعون!! ألا تخشون أن يصيبنا ما أصابهم؟! ألا تخشون أن يحل بنا ما حل بهم؟! ألا تخافون أن يخسف الله بنا؟! قلتها في الجمعة الماضية: إناء من العجين يُصنع به زخرفة، عجين الطعام الذي لا يجدونه ليأكلونه يُصنع به زخرفة في مناسبة من المناسبات.

يا أمة الإسلام! والله إنا لنخاف على هذه النعمة: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:١١] الناس تموت جوعاً ومرضاً، ومنا وفينا من يتسابقون لوضع أكبر دش يستقبل الـ إم بي سي والقاهرة والكويت، وربما استقبل بعضهم ستة وأربعين محطة فضائية، نعم.

يستقبلون ماذا؟ يستقبلون الحفلات والرقص والغناء واللهو، وليس في هذه الأقمار الصناعية أو المحطات الهوائية ما ينقل لنا أحوال المسلمين.

يا أمة الإسلام! كم تبكي عيون بنيك دماً؟! حسبنا الله ونعم الوكيل! إننا من هذا المكان نناشد كل مسئول في الإعلام بأن تظهر تقارير على الأقل نصف أسبوعية عن المسلمين في الصومال، وفلسطين والبوسنة والهرسك، وبورما وكشمير وفي كل بقاع الأرض، حتى نبرهن إسلامنا في إعلامنا، وفي تصرفاتنا، أما أن تمر الشهور ونرى العجائب، ولا نرى شيئاً عن أحوال المسلمين فهذه مصيبة، ولابد من إيجاد البرامج والحوارات واللقاءات والتحقيق المصور، حتى يظهر الأمر على حقيقته.

ختاماًَ أيها الأحبة! لا يزال المسلمون يكرهون النصارى هناك، لا يزال الفقير الجائع العطشان العاري يكره النصارى، ويريد لقمة من مسلم، ولا يريد طبقاً من كافر، فهل هناك مسلم يذهب؟ أسأل الله جل وعلا أن يدفع البلاء عنا وعنكم.

إخواني: ستجدون على الباب من يجمع، وإني لا أعذر أحداً يخرج إلا وقد تبرع، فإن لم يجد فيأتي بالتبرع، ويأخذ على عاتقه بأن يقدم أسبوعياً مائة ريال فقط، اجمعها وليست من جيبك، لو أننا في كل جلسة وفي كل زواج وفي كل مناسبة، بعد أن نشبع ونهضم ما نملأ به البطن بالببسي كولا، بعد أن نشبع ونتجشأ، ونقول: يا إخوان! شبعتم وغيركم جياع، ليعطينا كل واحد منكم خمسة ريالات يجمعها على مدى الأسبوع، قدمها لهؤلاء صدقة تدفع عنا البلاء، إن كنت تريد أن تعيش على هذا الوضع آمناً مطمئناً في علاج ودواء وأمن طُرق وخير ودعة وراحة، إن كنت تريد أن يعيش أطفالك فانتبه لأطفال المسلمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم فرج كربة المسلمين في الصومال، اللهم فرج كربة المسلمين في الصومال، اللهم فرج كربة المسلمين في الصومال وفي البوسنة والهرسك، اللهم أهلك الصربيين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

اللهم كن في عون المسلمين في كل مكان، اللهم ارحم المستضعفين في تونس والجزائر وفلسطين وفي سائر البقاع، وفي كشمير وبورما وسائر الأرض يا رب العالمين! اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم لا تُفرح علينا عدواً، ولا تشمت بنا حاسداً، اللهم قنا شر الفرقة والخلاف والضياع، اللهم اجمع شملنا وعلماءنا وحكّامنا ودعاتنا على طاعتك، ربنا لا تُفرح علينا عدواً، ولا تشمت بنا حاسداً، ولا تغير ما بنا من النعيم، اللهم زدنا من هذه الخيرات، وزدنا شكراً وعبودية لك يا رب العالمين! اللهم صل على محمد وآله وصحبه.