للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحذر من تثبيط إبليس]

إن كثيراً من الشباب يعلم هذه الآيات، وهذه الأحاديث، ولكن حينما تهم نفسه بالتوبة الصالحة، حينما يبدأ الخطى العملية في مجانبة المنكرات، وفعل الصالحات، وترك قرناء السوء، ومجالسة قرناء الصلاح والاستقامة، يأتيه الشيطان من كل جانب، أتظن أنك قادر أن تفعل؟ أتظن أنك قادر أن تستقيم؟ أتظن أنك قادر أن تستمر؟ أتستطيع أن تترك الغناء؟ أتستطيع أن تترك اللهو؟ أتستطيع أن تترك الشراب؟ أتستطيع أن تتوب من العودة إلى الربا؟ ثم يعظم عليه أمر التوبة، تعظيم تعجيز لا تعظيم قرب، ولا تعظيم تهيئة، يعظم عليه شأن التوبة لكي يعجزه ولكي يبعده، ووالله لو بدأ خطوة أولى لوجد الطريق مضاءة، والسبيل ميسراً والأعوان كثر، والأحباب أكثر.

إذاً: يا عباد الله! أقبلوا على الله سبحانه وتعالى، يا أخي الشاب! أقدم واسمع إلى قول ابن القيم رحمه الله:

واقدم ولا تقنع بعيش منغص فما فاز باللذات من ليس يقدم

وما ضاقت الدنيا عليك بأمرها ولم يك فيها منزل لك يعلم

فحيَّ على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم

وقد زعموا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغرم

وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها أضحت الأعداء فينا تحكم

واسمع إلى قول القائل:

قدم لنفسك توبة مرجوة قبل الممات وقبل حبس الألسن

عباد الله! (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) اعلموا أن كفارات الذنوب كثيرة، بل كل دين الإسلام -ولله الحمد- رفعة للدرجات، وتكفير للخطايا والسيئات، فأقبلوا على الله، وأكثروا من الحسنات الماحية للسيئات، اسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم إلى الثبات والاستقامة، نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى، ومن الحور بعد الكور، ومن الزلل بعد الاستقامة.

اللهم ثبتنا على دينك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا، اللهم لا تكلنا إلى ضعفنا، اللهم لا تكلنا إلى عجزنا ومنقصتنا، اللهم إن تكلنا إلى أنفسنا تكلنا إلى ضعف ونقص وعورة وعجز، وإن وكلتنا إلى جنابك الكريم، ووجهك العظيم، فنحن بك وحدك لا شريك لك نرجو الرحمة، ونسألك الجنة، ونعوذ بك من النار يا ربنا، يا خالقنا.

نسألك اللهم أن تتجاوز عن سيئاتنا، وأن تضاعف حسناتنا، اللهم يمن كتابنا، اللهم اهد أعمالنا، اللهم اجعلنا من عبادك المحسنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعلنا على حوض نبينا واردين، ولكأسه شاربين، وعلى الصراط من العابرين، وبيض وجوهنا يوم تسود وجوه الكفرة والمجرمين، وآتنا صحفنا باليمين، وأدخلنا الجنة بسلامٍ آمنين أول الداخلين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، اللهم من كان منهم ميتاً فجازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، واجمعنا اللهم بهم في دار كرامتك يا رب العالمين، ومن كان منهم حياً، اللهم فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر عبادك المجاهدين، اللهم انصر جندك الموحدين، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، اللهم أهلك الشيوعيين، وعملاء الشيوعيين، وأذنابهم، ومن والاهم، ومن نصرهم، ومن نشر مذهبهم، وعمل بأفكارهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم انصر عبادك المجاهدين، اللهم وحد صفهم، واجمع شملهم، وسدد رصاصهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.