للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرزق مقسوم والأجل محتوم]

يا بن آدم: إن الله خلقك ولن يُضيعك، وإن رزقك الذي تشاغلت به قد قسمه الله لك وأنت نطفة في رحم أمك، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يؤمر الملك فينفخ فيه الروح ويُؤمر بكتب أربع كلمات: برزقه وأجله وشقي أم سعيد) فالرزق قد كتب وأنت في رحم أمك، والأجل قد كتب وأنت في رحم أمك.

إذاً فلا الحرص على الدنيا يزيد نصيبك فيها، ولا القناعة فيها تقلل حظك منها، ولا الإقدام على الدعوة والصدق في الحق يقرب أجلك، ولا الجبن والخوف والخور يُبعد أجلك ولو يوماً واحداً: {إذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس:٤٩].

(بكتب رزقه وأجله وشقي أم سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة -وجاء في بعض الروايات: فيما يظهر للناس- حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).

إذاً يا عباد الله! الأرزاق والآجال بيد الله سبحانه وتعالى، فينبغي أن لا ننشغل بها عما خلقنا لأجله وهو العبادة، ينبغي أن نُسخر طاقاتنا وأوقاتنا، وقدراتنا وتصرفاتنا وأفعالنا، ينبغي أن نسخرها لوجه الله سبحانه ولعبادته وحده.