للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شاب بين الهداية والانتكاس]

وأما القسم الثالث: وما أكثر أهل هذا القسم الثالث! وأكثر شباب أمتنا من هذا النوع، النوع الحائر المتردد على مفترق الطرق، عرف الحق واطمئن به، وعاش في مجتمع محافظ، إلا أنه انفتحت عليه أبواب الشر من كل جانب هناك من يشكك له في عقيدته، وآخر يدعوه إلى الانحراف في سلوكه، وثالث يدعوه إلى الفساد في عمله، وآخر يجرئه أن يخرج على المعروف من تقاليد وعادات أمته التي بها تتفاخر بكل حق وهدى، وجهات تدعوه إلى الباطل بتيارات متنوعة، فمثل هذا الشاب في دوامة فكرية ونفسية، وقف حيراناً أمام هذه التيارات، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا، ولكن حيرته جعلته لا يدري هل الحق بين يديه أم الحق خلفه؟ هل الحق فيما عنده أم الحق مما وصل إليه من هذه التيارات والمبادئ والمسالك؟ ومثل هذا الشاب الذي بقي متردداً نقول له: حاول وأنت الحكم، وعد وأنت القادر بإذن الله جل وعلا على أن تدفع الهوى والشهوة والغفلة، فمثل هؤلاء الشباب الذين ترددوا واحتاروا، ربما وجدت بعضهم سلبياً في حياته، يحتاج إلى من يدعوه، يحتاج إلى من يقوده، يحتاج إلى من ييسر له الطريق، يحتاج إلى من يأخذ بيده ويرمي له حبلاً لينقذه من لجج البحر وأمواجه العاصفة المتلاطمة.

أيها الشاب: هل تستسلم؟ أيها الشاب: هل تنسحب من الساحة؟ أيها الشاب: هل تسلم العرين لخصمك؟ أيها الشاب: هل تعلن أن الشيطان غلبك، وأن أعداءك صرعوك، وأن شهوتك سحقتك، وأن نفسك غلبتك، وأن كل صغير وكبير أقدر من إرادتك عليك؟ إنها أخبار وأمور تتردد حولك، فمنها ما تعلق بالوسوسة والشبهات التي تدور في رأسك.