للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المرأة في الغرب كالمرحاض]

يقول أحد مفكري المسلمين: إن الذين يزنون في بلاد الغرب، ويقعون في الفواحش والآثام هناك، يغترون بهذه المظاهر مظاهر النساء اللائي تجملن وتزين ولبسن، وجعلن هذه الأصباغ والمساحيق على أبدانهن ووجوههن، ثم يقول: وإن المرأة في تلك البلاد كالمراحيض -أي: كالحمامات- التي نصبت على قارعة الطريق، فربما رأيت هذه المراحيض والحمامات جميلةً في بلاطها، جميلةً في زخرفتها، جميلةً في قطعها الصحية، جميلةً في الخزف الذي أسست به، ولكن ما الذي يوضع في الحمامات؟ إن الذي يوضع فيها هو فضلات الإنسان، وأنجس ما في الإنسان، فمن دخل حماماً وإن كانت الجدران من الخزف، وإن كان البلاط من السيراميك الجميل، وإن كانت الغسالات مذهبة، وإن كانت المغاسل من الخزف الرائع، لكن حقيقة ما يوضع في الحمام هو البول والغائط -أجل الله بيته والسامعين والملائكة أجمعين- فمن ذا الذي يعجب بامرأة وإن أعجبه شكل ظاهرها؟ فمن ذا الذي يرضى أن يدنو منها وهو يعلم أنه سينزل عند بؤرة وموقع ومرحاض قد قضى فيه الغادون والرائحون حوائجهم؟ إن المرأة في المجتمع الغربي تلك التي أعجب بعض الشباب جمالها، أو مساحيقها، أو زينتها، هي وإن كانت جميلة الشكل، إلا أنها في الحقيقة كالمرحاض الذي تربع عليه كل من في بطنه أذى وغائط وبول، فأفرز وأخرج ما في بطنه من تلك القاذورات فيها، فمن الذي يرضى وأي نفس سوية ترضى أن تجعل الغائط حضناً لها، وترضى أن تجعل البول أنيساً وجليساً، وترضى أن تجعل النجاسة مستودعاً ومكاناً تطمئن إليه؟! أيها الشاب: عليك أن تنظر إلى فطرتك السوية، لو كانت الفطر سويةً لأنفت من أن تنزل في مستنقعات الأوحال.

يقول أحد الفنانين الذين تابوا إلى الله جل وعلا، وعادوا إلى الحق عوداً جميلاً، يقول عن نفسه: إني لأعجب كيف كنا نجلس مجالس تأنفها القطط والكلاب، ونمشي في أمور تأنف منها البهائم والحيوانات، يقول: لما منَّ الله علينا بالهداية، وأخذنا نتفكر في تلك الليالي التي قضيناها وسهرناها، كيف كنا نرضى لأنفسنا أن ندخل تلك الأماكن؟ وكيف نرضى لأنفسنا أن نفعل تلك الأفاعيل؟ وكيف نسمح لأنفسنا أن نطبق ونقترف ونباشر وندنو من تلك النجاسات والأوحال؟ إن الإنسان إذا انتكست فطرته - ولا حول ولا قوة إلا بالله! - أو حصل له فراغ ودس نفسه وأبعدها عن مواقع الكرامة، رضي بالرذيلة، وبالدون، وبالسفاهة، وبالاحتقار، والعجب -أيها الأحبة- أن الواحد لو خير في المراتب الإدارية بين الثانية والرابعة والعاشرة لاختار العاشرة، ولو خير في الطائرة بين السياحية والأفق والدرجة الأولى لاختار الأولى، ولو خير في أي أمر من الأمور لاختار أعلاه، فإذا جاء أمر كرامةٌ له في دينه، وذلةٌ له في شهوته، كيف يرتاح ويرضى ويطمئن أن يختار الذلة والهوان في شهوته؟! كيف يختار النجاسةَ والطهارةُ بين يديه؟! كيف يختار الهوانَ والكرامةُ أمام عينيه؟! كيف يختار اللؤم والخيانة والذلة والهوان وهو قادر أن يحصل الأمانة والعزة بإذن الله جل وعلا؟

يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ