للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكرار الوقوع في المعصية ليس عائقاً عن الاستقامة

بعض الشباب يقول: أنا أريد الاستقامة والالتزام، ولكني قد أذنب مرة، وقد أقع في المعصية مرة ثانية، قد أقع في الفاحشة مرة أو مرتين، فإنا نقول: لكل ذنب توبة، ولكل خطيئة استغفار، ولكل زلل رجوع، فما دام الشيطان يجاهدك بالمعاصي فجاهد الشيطان بالاستغفار، وعليك أن تستغفر ربك في كل صباح ومساء، فإن الله جل وعلا ما أنزل آيات التوبة، وما أنزل آيات المغفرة، وما جاءت أحاديث الذكر والاستغفار إلا لقوم يذنبون، ثم يستغفرون، ثم بعد ذلك تزول سيئاتهم، وتمحى خطاياهم، وتبدل بعد ذلك حسنات: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان:٧٠].

وبعضهم يقول: إن شاباً التزم، ثم انتكس، وأنا أخاف أن ألتزم فأنتكس، فهو يقول: أنا راض بانتكاستي حتى لا ألتزم فأنتكس، وذلك من وسوسة الشيطان على كثير منهم، والعاقل يبادر باستقامة نفسه وصلاحها قبل أن تقع نفسه في مهمهٍ عسرٍ صعبٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله! وآخر يقول: أريد أن أستقيم، ولكن ما استطعت أن أترك الأغاني وآخر يقول: ما استطعت أن أترك الدخان والرابع: ما استطعت ترك الأفلام والخامس والعاشر قال وإني أقول: كيف استطعت أن تنال الشهادة، هل نلت شهادة البكالوريوس بالنوم واللعب، أم صبرت على السهر والجد والمثابرة حتى نلت الشهادة؟ كيف كنت ضابطاً؟ أو كيف كنت من صف الضباط أو رئيس النقباء؟ هل نلتها بالنوم والتخلف، أم صبرت على الجندية؟ أفتريد الهداية بدون مجاهدة؟ أفتريد أن تنال منازلاً يظل الله أصحابها بظله يوم لا ظل إلا ظله بدون أدنى مجاهدة؟ أفلا تصبر عن الشهوات؟ أفلا تصبر على الطاعات؟ نعم، إن الالتزام يحتاج إلى تضحية، ويحتاج إلى مجاهدة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:٦٩].