للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبيات وعظية]

أيها الشاب: خذ هذه النصيحة في أبيات جميلة:

خلِ ادكار الأربعِ والمعهد المرتبعِ

والضاعن المودعِ وعدِّ عنه ودعِ

واندب زماناً سلفا سودت فيه الصحفا

ولم تزل معتكفا على القبيحِ الشنعِ

كم ليلةٍ أودعتها مآثماً أبدعتها

لشهوةٍ أطعتها في مرقدٍ ومضجعِ

وكم خطىً حثثتها في خزيةٍ أحدثتها

وتوبةٍ نكثتها لملعبٍ ومرتعِ

وكم تجرأت على ربِ السماوات العلا

ولم تراقبه ولا صدقت فيما تدعي

وكم غمضت بره وكم أمنت مكره

وكم نبذت أمره نبذ الحذا المرقعِ

وكم ركضت في اللعبْ وفهت عمداً بالكذبْ

ولَمْ تراعِ ما يجبْ من عهده المتبعِ

فالبس شعار الندمِ واسكب شآبيب الدمِ

قبل زوال القدمِ وقبل سوءِ المصرعِ

واخضع خضوع المعترفْ ولذ ملاذ المقترف

واعصِ هواك وانحرفْ عنه انحراف المقلعِ

إلامَ تسهو وتني؟ ومعظم العمر فني

فيما يضرُّ المقتني ولست بالمرتدعِ

أما ترى الشيب وخطْ وخط في الرأس خططْ

ومن يلح وقت الشمط بفوده فقد نعي

ويحكِ يا نفس احرصي على ارتياد المخلصِ

وطاوعي وأخلصي واستمعي النصح وعي

واعتبري بمن مضى من القرون وانقضى

واخشي مفاجأة القضا وحاذري أن تخدعي

وانتهجي سبل الردى وادكري وشك الردى

وأن مثواك غدا في قعر لحدٍ بلقعِ

آهٍ له بيت البلى والمنزل القفر الخلا

ومورد السفر الألى واللاحق المتبعِ

أي: القبر.

بيتٌ يرى من أودعه قد ضمه واستودعه

بعد الفضاء والسعة قيد ثلاث أذرعِ

لا فرق أن يحلهُ داهيةٌ أو أبلهُ

أو معسرٌ أو من له ملكٌ كملك تبعِ

وبعده العرض الذي يحوي الحيي والبذي

والمبتدي والمحتذي ومن رَعى ومن رُعي

فيا مفاز المتقي وربح عبدٍ قد وقي

سوء الحساب الموبقِ وهول يوم الفزعِ

أسأل الله أن يثبتنا على دينه، اللهم اهد شباب الإسلام، اللهم اهد شباب الإسلام.

والحمد لله رب العالمين.