للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النهي عن أكل البصل والثوم عند الإتيان إلى المساجد]

ومن الأحكام المتعلقة بالمساجد: النهي الشديد لمن يأكلون الثوم والبصل ونحوهما عن إيذاء الملائكة والمصلين بروائحها، قال صلى الله عليه وسلم: (من أكل البصل والكراث والثوم فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) فمن أكل شيئاً من هذه الأمور فليتق الله ولا يؤذي إخوانه المسلمين، ولا يجعل بعض المسلمين هذا حجةً لترك الصلاة مع الجماعة، بقوله: إني أكلت ثوماً أو بصلاً فلا أصلي مع الجماعة، فهذه حجةٌ شيطانية، ووسوسةٌ خبيثة من أجل ترك الصلاة مع الجماعة، بل الواجب على المسلم إذا أراد أن يأكل هذا أن يفعل ما ورد في بعض الآثار والأحاديث الأخرى والتي جاء فيها: (وإذا كان ولا بد فليمتها طبخاً) أي: إذا أكلها فليأكلها بعد طبخٍ يميت رائحتها، وإن أكلها لحاجةٍ فلا بأس أن يعطر فمه أو يعطر بدنه بشيءٍ يزيل هذه الرائحة التي تؤذي الملائكة والمصلين، لا أن يجعل هذا حجةً في ترك الصلاة مع الجماعة.

وإن مما هو أخبث من الثوم والكراث والبصل الدخان الذي ابتلي به بعض المسلمين، منَّ الله علينا وعليهم بالهداية والإنابة، فإنه أخبث رائحة وأشد نتناً وإيذاءً للمصلين من هذه، إن له رائحة خبيثة وإيذاءً، حتى إن بعضهم إذا صف بجوارك لتهم بقطع صلاتك، واستئناف الصلاة في موضعٍ آخر مما يؤذيك من رائحته، فاتقوا الله يا عباد الله واعرفوا لبيوت الله حرمتها وآدابها.