للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرمة اتخاذ القبور مساجد]

واعلموا يا عباد الله أن من أعظم نعم الله على هذه البلاد في مساجدها البعد عن وضع القبور والأضرحة في قبلة المساجد أو في ناحيةٍ من نواحيها، ذلك الأمر الذي ابتليت به كثيرٌ من بلدان العالم الإسلامي، بل فتنوا به فتنة عظيمة، وتنافسوا فيه، حتى أنك لا تكاد تسافر إلى بعض البلدان خاصةً تركيا وما شابهها ممن تأثر بها إلا وترى في المساجد الكبيرة القديمة كثيراً من الأضرحة والقبور، إما أن تكون في قبلة المسجد، أو في ناحيةٍ من نواحيه، وهذا لا يجوز إذ قد ورد عنه صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد لمن عظَّم القبور وجعلها معظَّمةً في المساجد أو عظمها كالمساجد، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه البخاري ومسلم.