للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاب يموت ساجداً لباغية

شابٌ من مدة ليست بالقريبة حدثني عن أحد الشباب فيما تسمى بـ بانكوك، قال: لقد كان في ضلالة، وقد كان في بلاء، وقد كان في أمره لا يفيق من المخدرات أو الشراب، وما صاحب ذلك من مصاحبة البغايا والفاجرات، وفي لحظةٍ من سكرٍ وشوقٍ إلى عهرٍ تأخرت صديقته، تأخرت حبيبته عليه، فما هي إلا لحظات وقد كاد يجن من تأخرها، فما هي إلا لحظات حتى أقبلت عليه، فلما رآها خر ساجداً لها تعظيماً، خر ساجداً لها، وما الذي تنتظرونه؟ هي السجدة الأخيرة، هي النهاية، والله ما قام من سجدته، بل أقاموه في تابوته، وأرسلوه بطائرته، ودفنوه مع سائر الموتى.

أيها الأحبة: إن هذا الموت هو أخطر وأعظم وأكبر حقيقة يواجهها الشقي والسعيد الغني والفقير العزيز والذليل الموت أكبر حقيقة، ومن أجل هذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات) (ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة).

أيها الأحبة: أسوق هذه الأحداث متفرقة مختلفة، وكلها تختلف من حيث الخاتمة، وتختلف من حيث النهاية، لكنها في مؤدى واحد وهو الخاتمة، أي خاتمةٍ نواجهها؟ أي نهايةٍ نفضي إليها؟ وأي عمرٍ يمتد بنا؟ وأي شبابٍ نتقلب فيه، حتى ننتقل منه إلى الشيخوخة، ثم نتوب بعد ذلك؟ هل ضمنا هذه الحياة؟ وهل ضمنا هذه الأعمار؟ بادروا بالتوبة، بادروا بالإنابة قبل أن يخطفكم الموت، ويخطفكم الأجل، وتمضي الملائكة بوديعة الله من أرضه إلى السماء فتكون في أعلى عليين أو في أسفل سافلين.