للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدين محفوظ من قبل الله]

يا معاشر المسلمين إن الله قد تكفل بحفظ هذا الدين: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:٩]، {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:٤٢] ولكن أنتم أنتم هل تمضون على الهداية؟ هل تستمرون على الصراط المستقيم؟ هل تصبرون على ما يلقاكم وعلى ما تلاقونه؟ هل تمضون جادين حتى تلقوا الله جل وعلا؟ لا بد أن ندرك هذا جيداً، إن دين الله لا خوف عليه وإنما الخوف على أنفسنا وحدنا أن نظل عن هذا الدين، أو نتهاون به، أو نضعف عن أمره، {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:٨٩] {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:٣٨].

يا معاشر المؤمنين دين الله محفوظ، دين الله في أمن، ولكن الخطر والخوف على أنفسنا وعلى قلوبنا أن تفتن ببهرج الشهوات، أو بزيف الشبهات، فأعدوا لذلك عدة بالعبادة والإخلاص والانقياد والإخبات والخضوع بين يدي الله، وسماع الفكر النير، والموعظة الحسنة، ومجاهدة النفوس عن المعاصي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن ذلك أعظم صمام لأمانكم، وأعظم عمدة تحفظون بها أنفسكم بفضل الله ومنه وتوفيقه.

معاشر المؤمنين إننا ندرك أن المنافقين والعلمانيين الذين يكرهون الخير في المجتمع، الذين رأوا آلاف الشباب بعد أن كانوا منذ سنين في غفلة، أو في نوع من المعاصي، أو في نوع من التقصير منَّ الله عليهم بالهداية، فلما اهتدى مئات الآلاف من الشباب في أنحاء المملكة قالوا: هؤلاء ما عادوا عبئاً على جهاز الأمن؛ لأن المستقيم راحة لنفسه، ولجهاز أمنه، ولشرطته، ولمحكمته، وللناس أجمعين، يسلم الناس حتى من لسانه ويده، فكيف تريد أن يشقى المجتمع به في جهاز أمنه، قال العلمانيون: هؤلاء مئات الآلاف من الشباب الذين استقاموا، والذين ساروا على الصراط المستقيم، أولئك ما عادوا عبئاً على جهاز الأمن بل عادوا عوناً على أجهزة الأمن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكف المخدرات، وملاحقة مروجيها ورجالها، وكشف أماكن المنكر وأوكار الفساد والدعارة بفضل الله جل وعلا، قال العلمانيون: إذاً مصيبة أن نبقى وحدنا في الساحة، الشباب عادوا إلى الله جل وعلا، حتى من عليهم بعض الملاحظات لا تتجاوز الملاحظات والتقصير الذي يقعون فيه لا يصل إلى حدود تجعلهم في حدود المجرمين في المجتمع، بل إنما هي ملاحظات يسيرة وسهلة، ولا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، لا نتساهل بذنب أياً كان حجمه، ولكن قالوا: هؤلاء جعلوا المجتمع غاية ما فيه إما أن تجد مدخناً، أو حليقاً، أو مسبلاً، ويقول العلمانيون: نحن نريد فساداً في المجتمع أكثر من هذا، نريد ضلالاً في المجتمع أكثر من هذا، نريد الناس أن يطالبوا بقيادة المرأة، نريد الناس أن يطالبوا بما يسمى بتحرير المرأة أو تخريب المرأة، نريد الناس أن يجعلوا المرأة كيف ما شاءت تخرج وتحدث وتكلم وتجالس وتسافر كيفما شاءت، فبمن الله وفضله وتوفيقه ما زاد الناس إلا عودة إلى الله، وقرباً إليه، والتفافاً واجتماعاً حول علمائهم وولاة أمورهم.