للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية مواجهة حملة العلمانيين ضد الأشرطة]

أيها الأحبة هذه حملة ليست جديدة بل هي قديمة يتكلم عنها أعداء الصحوة وأعداء الأمة، أعداء ولاة الأمر من العلماء والأمراء، هذه حملة يتكلم عنها أعداؤنا، فنقول لهم وبصريح العبارة: تكلموا بصراحة، تقصدون من؟ تعادون من؟ تواجهون من في هذه الحملات المتتابعة؟ ولكن أدعوكم -يا معاشر المؤمنين- أن يكون جوابكم على هذه الحملة تجاه الأشرطة الإسلامية أن نعاهد الله وأن ندعو إلى الله جل وعلا في جانب من جوانب الدعوة ألا وهو الشريط الإسلامي بألا نحضر مناسبة أو وليمة أو عرساً أو أي مناسبة من المناسبات إلا وقد أعددنا جملة من الأشرطة فوزعناها على أقاربنا، وأحبابنا، وأبنائنا، وبناتنا، ولن يكون ذلك من باب رد الفعل وإنما هو لكي نتأكد ونجزم ونؤكد أننا يقظون، لسنا أغبياء بدرجة كافية كما يظن هؤلاء! أريد منكم إن كنتم تعلمون حجم الهجمة وتدركون خطر الحملة المسعورة على الأشرطة الإسلامية أريد منكم ألا تكون عند واحدٍ منكم مناسبة، أو دعوة، أو عقيقة، أو وليمة، إلا وجعلت عدداً من الأشرطة فأهديت كل زائرٍ شريطاً، وأقول: حتى لا يحتج أحد من الأشرطة المسموحة لا الأشرطة الممنوعة، وأعرف أن في الرياض وكل تسجيلات الرياض بفضل الله جل وعلا كلها تتعامل بهذه الأشرطة المسموحة، وما من شريط ممنوع إلا ويمنع مع سؤالنا: لماذا يمنع؟ هذا أمر يقبل النقاش والأخذ والعطاء والمفاوضة، لكن أريد أن نرد على هذه الحملة رداً مستديماً، رداً مستمراً، وهو ألا نجعل في كل مناسبة تفوت سدى، بل ينبغي أن نوزع في نهاية الوليمة أو المناسبة على كل زائر شريطاً وعلى كل زائرة شريطاً.

أحبتي في الله يوم أن يكون عند أحدنا مناسبة، والله إن الواحد قد يبذل ألف ريال أو ثمانمائة ريال من أجل هذه الوليمة، أو من أجل هذه المناسبة، فهل يضرك وقد بذلت ثمانمائة ريال أو تسعمائة ريال هل يضرك أن تزيدها مائة ريال فتشتري خمسين شريطاً، وتعطي كل واحدٍ من الزائرين شريطاً، هل نعجز عن هذا؟ كم نبذل فيما نضعه حول المائدة، من علب المياه الغازية، أو بعض المشروبات التي نشتريها وسعر الواحدة أو الاثنتين منها قد يعادل سعر هذا الشريط الإسلامي النافع، فاجعلوا مناسباتكم دعوة إلى الله، واجعلوا أعراسكم والعقيقة في بيوتكم والوليمة والزيارة، اجعلوا من برنامج الوليمة بأصناف اللحوم والطعام والشراب صنفاً واحداً زيادة صنف الشريط، وليوضع على مائدة الطعام حتى يعرف العلمانيون أننا أصبحنا نتناول الشريط مع الطعام، ونتناول الشريط مع الشراب، هل تعجزون عن هذا يا معاشر المؤمنين؟! هل تعجزون عن هذا؟! لا والله ما تعجزون عنه.

إذاً ما الذي يمنعكم في كل زيارة ومناسبة إذا بذلت المئات زدها مائة واجعل بقيمتها أشرطة وأعطي كل زائرة وزائر شريطا، وما يدريك لعل واحداً من الزوار ممن يصلي في بيته ولا يشهدها مع الجماعة، أو ممن يعق والديه، أو ممن يتساهل ببعض الذنوب والمعاصي أن يسمع شريطاً فيكون سبباً في هدايته بإذن الله جل وعلا، وحينئذٍ: (من دعا إلى هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة) أنت يا صاحب الوليمة! يا من أهديت ذلك الفتى شريطاً! فاستقام بفضل الله على هديتك ما سجد أو ركع أو صلى أو صام أو دعا إلا ولك مثل أجره، ويوم القيامة تفتح سجلات أعمالك، وتفتح سجلات أخرى لك ليست من أعمالك، وإنما هي من أعمال الآخرين توضع في موازين حسناتك، فأي أجر أعظم من هذا؟ والله إنها نعمة عظيمة.

يا معاشر المؤمنين انتبهوا لذلك جيداً، واحرصوا على خدمة دينكم، واعلموا أنه ما دام للحق صوت يرفع وما دامت كلمة الحق تسمع، وما دام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعلو فأبشروا بأمن وأمان وطمأنينة، وإذا خبا صوت الحق وضعف وانكسرت راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما عاد لكلمة الحق أذنٌ سامعة فذلك نذير الهلاك والعياذ بالله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:٣٣].

أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.