للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حسن المعاملة والتخلق مع الزوجة]

تقول عائشة: (كان صلى الله عليه وسلم يحلب شاته، ويخصف نعله، ويكون في حاجة أهله) ما ظنكم بأحدنا لو قالت له زوجته: أحضر هذا الطبق لو تكرمت من ذاك المكان، لربما غضب وقال: أنا الضابط الذي تضرب لي التحيات أحضر لك الطبق؟!! أنا المدير الذي يقف الموظفون أمامي أحضر لك الطبق؟!! أنا الرجل الذي يقف الناس لي أحضر لك هذا؟!! كان صلى الله عليه وسلم وهو خير من ركب المطايا ووطأت قدمه الثرى، كان في حاجة أهله، وكان صلى الله عليه وسلم ليناً رفيقاً حبيباً، جلس ذات يوم يخصف نعلاً في ذلك البيت العامر بالإيمان والطهر، فتفصد العرق من جبينه صلى الله عليه وسلم، فنظرت إليه عائشة رضي الله عنها وقالت: (يا رسول الله! ما رأيت أجمل من حبات لؤلؤٍ كما أرى من هذا الذي يتفصد من جبينك، ويتحدر على جبينك، وقالت: وإنك لجميل يا رسول الله! فنظر إليها بابتسامةٍ كلها الحب والحنان والعطف والوفاء، وقال: وأنتِ جميلة أيضاً يا عائشة).

لا تظن أن حياة الإيمان والدعوة والجهاد والرسالة حياة جافة لا عواطف ولا مشاعر فيها، إنها حياة يملؤها العشق الخالص الطاهر بين الزوجين، والحب المعلى الصافي المنقى بين الزوجين، إنها حياة يملؤها العطف والرحمة والمودة والمحبة والتواضع وخفض الجناح ولين الجانب والكلمة الطيبة، وعوِّد نفسك -يا عبد الله- أن تكون رجلاً إننا لا نشكو من قلة الذكور فقد ملئوا الأرض، ولكننا نشكو من قلة الرجال نعم، قد تزوج من الذكور خلق كثير، ولكن الرجال شريحة غير أولئك.