للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسلوب الاحتساب من قبل الآباء والأمهات]

وفي المقابل عنايتنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل الآباء والأمهات على الأبناء، ينبغي أن نلتفت على جانبٍ مهم وهو: جانب الرحمة وإظهار المحبة والخشية، لا إظهار التحدي والانتصار، وتلك مشكلة كبيرة إذا رأى الولد أن الأب يأمر وينهي، وإذا رأت البنت أن الأم تأمر وتنهى من منطلق السلطة، والسيطرة والتحدي، وإثبات الوجود قالوا: لا يمكن أحد يعبث بالبيت ما دام الرأس يشم هواء، وأن الأمر والنهي له، فثق أن المسألة تتحول من أمر ونهي إلى تحد، ويدخلان جميعاً في حلبة مصارعات، المنتصر فيها خاسر، والخاسر فيها مهزوم ضائع، وتلك والله مشكلة، ينبغي أن يكون الأمر والنهي في الأسرة من قبل الآباء على الأبناء بإثبات المحبة والشفقة بكل الأدلة والبراهين والتأكيد على ذلك، وبسط هذا بكل عبارة وبكل دليل، وبما يدل عليه من التصرفات، ومن الإشارات، ومن الأعمال الطيبة من الرفق واللين حينئذٍ يستجيبون لهم، ولا يوجد علاج كالحب في معاملة الأولاد لأمرهم ونهيهم، يقول لي أحد الإخوة وكان يشكو من معاملة واحدٍ من أولاده، يقول: أعيتني الحيلة، وضاقت بي السبل في إصلاح هذا الولد، فعرضت أمره على طبيبٍ يعنى بالمشكلات النفسية وأمور الشباب، فقال: هل عالجته بالحب؟ أثبت له وتأكد أن الرسالة وصلت أنك تحبه غاية المحبة، لأن بعض الأبناء يظن أن أباه لا يتمنى إلا هلكته وخسارته ومحقه، وطرده وذلته، وكل أمر سيئ فيه، لو أخذت تكلمه قليلاً يقول: لا يا أخي هذا كلام طيب وجيد، لكن أنت لا تعرف أبي هذا يحقد علي ويكرهني، إلى درجة أنه يقول: أنا أشك أنني من صلب هذا الرجل، من شدة القسوة والعياذ بالله، وهذا أمر لا يليق؛ والسبب فيه ربما يكون في جزءٍ منه يعود إلى الأب الذي لا يعرف التعامل إلا بالوعيد والتهديد والزمجرة والعقوبات القاسية، كأنه جلادٌ في سجن، أو قاضٍ في محكمة، لا يعرف إلا أن يصدر أحكاماً وقضايا على هذا فقط، لا، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسرة، يحتاج إلى رفق ولين.