للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسماء بنت يزيد]

جاء في صحيح مسلم رحمه الله أن أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالس بين أصحابه: فقالت أسماء بنت يزيد: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله! أنا وافدة النساء إليك، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وصدقناك، إنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن أحدكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وزينا أولادكم، أفنشارككم في هذا الخير والأجر؟) لله درها من امرأة! لله درها من صحابية! تسأل النبي هل لها فيما يناله الرجال من الأجر نصيب، تقول: أفنشارككم في هذا الخير والأجر؟ -قالت أسماء مقالتها هذه- فأُعجب النبي صلى الله عليه وسلم وسر بها سروراً بالغاً، ثم التفت إلى أصحابه يسألهم قبل أن يجيبها فقال: (هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألة هذه المرأة في دينها؟ فقالوا: يا رسول الله! ما ظننا امرأة تهتدي إلى هذا؟ فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى أسماء يجيبها على مسألتها ويرد على مقالتها، فقال: اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله).