للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نهاية الحياة الدنيا]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في دين الله ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

أحبتنا في الله: عودٌ والعود أحمد إلى آباءٍ كرام، وأجدادٍ أجلاء لا يزال بعضهم جاهلاً بطريق الحياة، وأنها تنتهي إلى بابٍ مسدودٍ اسمه المقبرة، انتقالٌ إلى دار برزخية، وما أدراك ما يكون في هذه الدار البرزخية.

أتيت القبور فناديتها أين المعظم والمحتقر

وأين المذل بسلطانه وأين العظيم إذا ما افتخر

انتهاء وانتقال من هذه الدنيا إلى حالٍ لا يدفن مع الملك خادمه، ولا مع القائد جنديه، ولا مع الثري ماله، ولا مع الأميرة وصيفتها، ولا مع كبيرٍ ولا صغير: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام:٩٤] القدوم بين يدي الله عز وجل، الحال: حفاة عراة {وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام:٩٤] فلمَ لا نستعد، ولِمَ لا نتهيأ، ولِمَ لا نتخلص من هذه الذنوب وهذه الأوزار بدلاً من أن تكون ميراثاً وتركة؟ ما ظنكم برجلٍ يشيب ثم يموت، فيقول الناس قد ترك مائة سهمٍ ربويٍ يتنازعه الورثه، أو ترك ألواناً وأصنافاً من آلات اللهو والطرب، أو ترك أضرباً وأنواعاً من أسباب العقوبة والمقت والسخط؟ إن الواجب على من تقدمت به السن، أن ينتبه لنفسه أكثر وأكثر، والعجب أن المثقفين من كبار السن، كلما تقدمت بهم السنون؛ كلما ازداد مراجعاتهم للأطباء، والتحاليل المخبرية، وفحوصات الأشعة، من أجل ماذا؟ لأنهم يدركون أن الضعف قد بدا على الأبدان، وما كانوا يترددون على الأطباء في فترة شبابهم، لكن لما كبر السن وظهر الشيب وضعفت القوى أخذوا يترددون، وهذا دليل على أن الشيء ينقص ثم ينقص ثم ينتهي، فيا كبار السن! عودوا إلى الله عز وجل، حتى تكون الخاتمة سعيدة هنيئة لذيذة.

اللهم إنا نسألك عيشة هنيئة، وميتة سوية ومرداً إليك غير مخزٍ ولا فاضح، اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، إلهنا وربنا ومولانا وخالقنا، يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالٌ لما تريد، نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، يا من إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، اللهم أهلك الروس الشيوعيين، اللهم اجعل سلاحهم في صدورهم، واجعل كيدهم في نحورهم، واجعل الدائرة عليهم، اللهم كما قهرتهم في أفغانستان فاقهرهم في الشيشان وداغستان، اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم إنهم يحاصرون جروزني عاصمة إخواننا في الشيشان، إلهنا فاجعل جندك وملائكتك تحول بينهم وبين ما يريدون يا رب العالمين، اللهم اجعل جنودك الذي لا يعلمها إلا أنت تحول بينهم وبين ما يريدون، اللهم اجعل جنودك الذي لا يعلمها إلا أنت تحول بينهم وبين ما يريدون، اللهم ارحم النساء الثكالى، والأطفال اليتامى، والشيوخ الركع، والبهائم الرتع، اللهم ادفع البلاء عن إخواننا، اللهم ارفع البلاء عن إخواننا في الشيشان وداغستان، إلهنا لا حول ولا قوة إلا بك، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حسبنا وحسب إخواننا الله، حسبنا وحسب إخواننا الله وكفى وهو نعم الوكيل، اللهم سدد إخواننا المجاهدين، ووحد صفهم واجمع كلمتهم، وأقم على التوحيد دولتهم يا رب العالمين، اللهم انصرهم، اللهم عجل نصرهم، اللهم احفظهم، اللهم ثبتهم، اللهم أعنهم، اللهم أنزل الصبر والثبات واليقين والطمأنينة في قلوبهم يا رب العالمين، إلهنا ومولانا آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمع شملنا وحكامنا وعلماءنا على طاعتك، ولا تفرّح علينا عدواً ولا تشمت بنا حاسداً يا رب العالمين.