للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم]

في ذلك اليوم: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً} [النبأ:٤٠] وفي ذلك اليوم: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [الرحمن:٤١] {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} [الرحمن:٣٩] في ذلك اليوم: {تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ} [آل عمران:٣٠].

ويوم يوضع الكتاب وترى المجرمين مشفقين مما فيه، وقد فزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلا عاقبة إلا لمن ثقلت موازينه، فتنقطع الأنساب، وتنتهي القرابات، وتنتهي العصبيات والعروبة والقبليات: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون:١٠١ - ١٠٤].

وفي ذلك اليوم ترى ثلة من الأبرار، وجماعة من الأخيار: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد:١٢].

مثل لنفسك أيها المغرور يوم القيامة والسماء تمور

إذا كورت شمس النهار وأدنيت حتى على رأس العباد تسير

وإذا النجوم تساقطت وتناثرت وتبدلت بعد الضياء كدور

وإذا البحار تفجرت من خوفها ورأيتها مثل الجحيم تفور

وإذا الجبال تقلعت بأصولها فرأيتها مثل السحاب تسير

وإذا العشار تعطلت وتخربت خلت الديار فما بها معمور

وإذا الوحوش لدى القيامة أحشرت وتقول للأملاك أين نسير

وإذا تقاة المسلمين تزوجت من حور عينٍ زانهن شعور

وإذا الوئيدة سئلت عن شأنها وبأي ذنبٍ قتلها ميسور

وإذا الجليل طوى السماء يمينه طي السجل كتابه المنشور

وإذا الصحائف نشرت فتطايرت وتهتكت للفاجرين ستور

وإذا السماء تكشطت عن أهلها ورأيت أفلاك السماء تمور

وإذا الجحيم تسعرت نيرانها فلها على أهل الذنوب زفير

وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت لفتىً على طول البلاء صبور

وإذا الجنين بأمه متعلقٌ يخشى القصاص وقلبه مذعور

هذا بلا ذنبٍ يخاف جنايةً كيف المصر على الذنوب دهور؟!!

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.