للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التقصير لا يمنع من الدعوة]

السؤال

أريد أن أنهى عن المنكر، ولكني بعض الأحيان لا أطبق ما أقول، فهل هذا يمنعني من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

الجواب

يا أخي تعرضنا لهذا، تعرضنا لهذا خاصة لما يتعلق بالشق الثاني قلنا: إن الإنسان قد يأمر وهو عاص، هنا مثلاً مسألة: حينما يقف من بيننا آمر ويأمرنا ويبين لنا مزايا الصيام، صيام ثلاثة أيام من كل شهر، صيام الإثنين والخميس، صيام يوم وإفطار يوم، صيام تاسوعاء وعاشوراء، صيام عشر ذي الحجة، صيام يوم عرفة، صيام ست من شوال وكذا، هل من واجب هذا أن يصوم كل هذه الأيام؟ لا.

قد يصوم شيئاً منها والحمد لله، لكن أن يقال: ينبغي أن يصومها كلها أو لا يأمرنا ليس بصحيح، وكما قلنا:

إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد

هذا جانب متعلق بفعل الأوامر، كذلك ترك المناهي، افرض إنساناً ينهى الناس كثيراً ويأمرهم وينصحهم، وفي يوم من الأيام زل في غيبة أو نميمة، زل في قضية معينة، لكنه تاب إلى الله وأناب، نفتح له باب الشيطان ونقول له: لا تأمر ولا تنه، أنت وقعت في هذا المنكر، ونعين الشيطان عليه حتى يجمع بين مصيبتين، بين وقوع في المنكر، وبين ترك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا.

هذا لا يمكن ولا يليق.