للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشدة في الأمر والنهي]

السؤال

هل ترى أن اللجوء إلى الشدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر حسن؟

الجواب

الشدة في الجملة شيء من العنف، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (يا عائشة! إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) فالعنف والشدة يا أخي العزيز لا تنبغي، إلا إذا كان هناك اضطرار لها؛ ولست أنت الذي تملك تطبيقها كما قلنا، لأن الشدة يفهم منها قرب وصول الأمر إلى مرحلة التغيير باليد، وعند ذلك إذا كان الأمر منطلقاً من إذن ولي الأمر، وإذن الجهة المختصة، عند ذلك تكون الشدة في محلها.

إذاً: فالأمر بحسبه، واللبيب يفهم كيف يستخدم الأمور، الإنسان إذا أراد أن يخاصم إنساناً يبدأ بالمدفعية يضربه فيها، أو بالسلاح ويقتله؟ لا.

كلمة ونصيحة، حتى العداوات بين الدول، حتى العداوات بين القبائل سابقاً وحديثاً تبدأ بالمفاوضات بالاتصالات، بالحرب النفسية، بالحرب الاقتصادية، فالحكمة منطلق عام عند جميع الأمم والجماعات، ما أحد يبدأ بالعنف من أول مرة.

إذاً: من واجبنا أن نعرف متى نستخدم العنف بضوابطه وشروطه التي أخذناها، وأن نستغني عنه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً؛ لأن هذا الدين ينتشر بالقوة الذاتية الكامنة المتعلقة بفطرة الناس، هناك اتصال، حينما يقوم إنسان يتحدث في أمر من أمور الدين هو يخاطب قاعدة في كل قلب من قلوب الناس؛ التي هي قاعدة الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

إذاً: هذا الدين لا يحتاج إلا إلى شيء من جميل المعاملة، والعبارة الحسنة، والحكمة والموعظة الطيبة، وعند ذلك بإذن الله فإن الله جل جلاله يشرح الصدور إذا كان الآمر مخلصاً عمله ذلك لوجه الله سبحانه وتعالى.