للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السجل الدقيق للحسنات والسيئات]

إخواني! يدني الله جل وعلا واحداً منا، لا نتكلم عن أجيال قبل ألف وأربعمائة سنة، أو عن أمم بعد مائتين سنة، لا.

واحداً من هؤلاء، كل سيقف على العرض الأكبر على الله، يقول أحدنا: سبحان الله! هناك وقت كافٍ لكل إنسان تناقش أعماله وسيئاته وحسناته، ثم ما هي هذه السجلات التي سيجد فيها الإنسان الحسنات والسيئات والزلات والغفلات؟ أقول: يا إخواني، لو قلت لكم: أنا أنكر الكمبيوتر، هذا الكمبيوتر أنا لا يمكن أن أصدق ما فيه، تقولون: هذا شيخ مجنون أهبل، الكمبيوتر خلال لحظة -مركز معلومات- يعطيك أسماء دولة كاملة بأفرادها وأبنائها وأمهاتها وتعداد سكانها ومنابع نفطها وموارد مائها وعدد إشاراتها خلال لحظات أمام الشاشة تخرج أمامك المعلومات بكاملها، هذا أنت يا مخلوق يا ضعيف صنعت الكمبيوتر الذي أتى بهذه المعلومات كلها، فالخالق القوي الذي خلقك أيها المخلوق أيعجزه أن ينثر أعمالك هكذا في لحظة؟! ثم تعرض عليك واحدة بعد الأخرى، لا والله لا يمكن أن تخفى على الله خافية.

ثم ملائكة الله الذين هم أضعاف أعداد سكان الأرض، ملائكة لا يحصيهم إلا الله، إذا صار كل شخص معه ملكان يكتبان حسناته وسيئاته، نفر من الله إلى أين؟ إلى الله.