للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مداولة الأيام وتقلب الأحوال]

يروي أحد المسنين قصة يقول: امرأة في منطقة ليست بعيدة من هذه المنطقة كان معها مزادة، أتت ومعها بُنيات إلى صاحب بستان والناس يحرثون البساتين؛ لأن الجوع مستطير يخشون أن تداهم الثمرة ويأكل المال، جاءت امرأة وقالت: من فضلك وإحسانك حط عندك هذه المزادة، قال: مربوطة ووضعتها، فإذا جاء آخر النهار طرقت علي الباب، وقالت: أعطني المزادة التي عندك، قال: وتأخذها وتتنحى هي وبُنياتها وتفتح وكاء هذه المزادة وتخرج شيئاً ثم تجلس هي وبناتها ثم تعود وترد لي هذه المزادة وتقول: جزاك الله خيراً على الذي كان، قال: فسولت لي نفسي يوماً أن أفتح لأرى ما بهذه المزادة، قال: فوجدت فإذا رأس حمار يأكلونه من الجوع، من الجوع الذي بلغ بأهل هذه البلاد يا من تلبسون المشالح وتركبون السيارات بلغ بكم منذ زمن قريب جوع لا يعلمه إلا الله، تقطع من لحم رأس هذا الحمار وتقدم لبنياتها على شواء أو ملح أو غير ذلك، بلغ بالناس مبلغاً لا يعلمه إلا الله جل وعلا، إذاً: لا تطمئنوا لهذه الدنيا.

هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان

لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان

وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ ولا يدوم على حالٍ لها شان

أين الملوك ذوي التيجان من يمنٍ وأين منهم أكاليل وتيجان

وأين ما شاده شداد في إرم وأين ما ساسه في الفرس ساسان

أتى على الكل أمر لا مرد له حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا