للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجبات على القاعدين لابد من القيام بها]

أما أن يقف البعض موقف المتفرج على هذه الأحداث، تجد الشاب المسلم عنده وعي في القضايا الجزئية، والقضايا الكلية الخطيرة تجد الشاب المسلم متخلفاً أقول: هذا واحدٌ من أمرين: إما أن العقلية الإسلامية للشاب المسلم أو شباب الصحوة ما بلغت النضج الفكري الذي يتعامل مع القضايا السياسية الخطيرة كقضية دولة تجتاح دولة.

وإما: أنهم بأمرٍ أو بآخر خُطط لهم أن يبعدوا عن الساحة حتى لا يشاركوا، لكن الذي نراه أن من أراد أن يُشارك فالباب مفتوحٌ له، فلماذا نقعد هكذا ونضعف ونجبن عن المشاركة بحجة التخوف أو التردد؟ ينبغي أن نعرف دورنا وأن ندرك مهمتنا وأن نبدأ بمسئوليتنا.

أحد الذين يقاتلون على الحدود تعرَّف على أهله وبيته من أقاربك أو من جماعتك أو من جماعة جماعتك تتصل بهم، تكفل حاجاتهم، لهم مراجعات في المستشفى تذهب بهم، وما معنى: (من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا)؟ تكتب لوحةً وتقول: لقد خلفتكم بخيرٍ في رجلكم، وتضعها عند الباب، لا، تخلف الرجل المجاهد الغازي على الحدود بخير، أنك تتولى أسرته، أطفاله يمرضون تراجع بهم المستشفى، تجد خطراً على البيت تنتبه له، تذود عن عرضه كما تذود عن عرضك، تنتبه لبيته.

الباب مثلاً تجده مفتوحاً، باب أخيك المجاهد الذي الآن على الجبهة في الحدود، تنتبه: لماذا الباب مفتوح؟ أغلقوا بابكم، الصباح تأتي بالخبز لأولادك، تأتي لهم بالخبز، أي: أن تشعر أن بجوارك أسرة كأسرتك، فتخلفها بخير، تزورون الشرط؛ مراكز الشرطة، الأمن الداخلي، الأمن السري، الأمن العلني، في كل مكان تتصلون برجال أمن وتبينون ما هو الدور الخطير في هذه المرحلة، وتبينون أيضاً أن شباب الصحوة وأن جيل الصحوة جيلٌ ينتبه إذا كان يوجد لص يدور في الحارة في الليل، يوجد رجلٌ مشكوكٌ فيه مع بداية الأزمة كثُر الدخول والخروج عند الشخصيات الغريبة، تتتبع وتبلغ وتبحث، هذه من واجباتنا في هذه المرحلة.