للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المعاني المنشودة في حياة المرأة]

أيها الإخوة: إن الخطاب إلى المكلفين في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم شامل للرجال والنساء، فحينما يكون للحياة معنى فهذا أمر على حد سواء، يوجه للرجل والمرأة، وللذكر والأنثى والفتى والفتاة، حينما يكون لحياة المرأة المسلمة معنى أماً كانت أو زوجة أو أختاً أو بنتاً فإنها تتوجه بكرامة الله لها، وبما فضلها الله به جل وعلا: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [آل عمران:١٩٥] وهي تعرف كرامة الله لها، ورفعة منزلتها: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:٧١] فهي داخلة في الخطاب، {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب:٣٥] إلى آخر الآيات، فكما ذكر فيها فريق الرجال ذكر فيها فريق النساء، حينما يكون للمرأة لحياتها معنى فإن حياتها تتجاوز ما جرت به عادة النساء في كثير من المجتمعات في هذا الزمان، فلئن كانت حياة النساء بمفهومها القاصر أن تهتم المرأة بفستانها أو ملابسها أو موضتها أو بردة الأزياء أو عرض الأزياء أو غير ذلك، فإن الفتاة المسلمة الملتزمة الصادقة حينما يكون لحياتها معنى فإنها ترى أن الحياء أجمل اللباس، وترى أن غض البصر هو أطيب عدسة تجعلها على عينها، وترى قصر الخطى والقرار في البيت أعظم عرش تتربع عليه لكي تربي أولادها، ولتحسن رعاية بيتها، وتقوم بحقوق زوجها على أكمل وجه.