للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية نشر المطبوعات المعرفة بالإسلام في كل سفر وترحال]

أيها الأحبة في الله! كم من أبناء المسلمين من الذين يسافرون إلى الخارج؛ إما في علاجٍ أو في تجارةٍ أو في مهماتٍ أو أعمالٍ أخرى، ما ظنكم لو أن كل واحدٍ سافر معه باثنين كيلو من الكتب التي ترجمت بلغة البلاد التي ينتقل إليها، لو أن كل سائحٍ سافر إلى أوروبا حمل جملةً من الكتب المترجمة باللغة الإنجليزية ثم تركها في الفندق الذي نزله ووزع شيئاً منها على من قابل وعلى من عرف، والله ما هي إلا مدةٌ يسيرة وبلاد الغرب تشهد تجدداً في فهم الإسلام، حتى ولو لم يسلموا لكنهم سيجددون النظر وسيقلبون الفكر في دين الإسلام، وسيعلمون أنهم كانوا لا يفقهون من الإسلام إلا الصور المحرفة والأشكال المزيفة.

أتدرون كيف يفقه الغرب دينكم؟ إنهم يظنونه ضريحاً وقبراً قد سجيت عليه ألوان الزخارف والسجاجيد، ويطوف حوله من يطوف، ثم محاريب نصبت، ومسابح بين الأصابع تقلب، وهز للرءوس، ورقص شرقي، وموسيقى هافته، هكذا يظنون دين الإسلام.

وذات مرةٍ عرض في أحد التلفزيونات الأوروبية على رأس عيد السنة عرضٌ للأديان، فعرضوا شيئاً عن النصرانية، وشيئاً عن بعض الأديان الأخرى، فلما جاء العرض على الإسلام أتدرون بمن جيء؟ جيء بعازفٍ بما يسمى بالقيثارة وجيء بأناسٍ يهزون رءوسهم، وسجاجيد نحو المحاريب وجهت، ومسابح تقلب في الأصابع، وهزٌ للرءوس، هكذا يفهم كثيرٌ منهم دين الإسلام، والله إنهم لا يعرفون جوانب العدل في الحياة الاجتماعية، ولا يعرفون جوانب الإيثار، وجوانب الكفالة، وجوانب الإرفاق، وجوانب التعامل بالأمر بالمعروف ونفع الناس، يجهلون ذلك كله ولو أيقنوا وعلموا حقيقة هذا في دين الإسلام لتجدد الأمر لهم، لكن ويا للأسف إن كثيراً من الأوروبيين لا يعرفون عن أبناء المسلمين إلا من يسألهم عن أجمل حانة وأعتق بارة، وأطيب مكانٍ للهو والخلاعة، يسألونهم عن هذا، فيعرفون أن بعض أبناء المسلمين أو أن جل أبناء المسلمين على هذه الشاكلة وعلى هذا المنوال.