للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر المعاملة الحسنة في إقناع الناس]

أيها الأحبة! إن من أساليب دعوة الكفار إلى دين الإسلام المعاملة الحسنة والصدق والوفاء في المعاملة، إن من الناس من يستقدم من العمال عمالاً يجعلهم في أرض المسلمين، ثم يتركهم كالغنم البهيمة السائحة التائهة في الأرض، ثم إذا جاءوا يبحثون عنه لا يجدونه، ثم إذا جاءوا يستوفون حقوقهم لا يجدون حقوقاً، وبعضهم يتخلص منهم بالإعلان عن تخلفهم وتغيبهم، ثم إخراج تأشيرة الخروج بدون عودة بعد أن يجهز القبض عليهم وإخراجهم وتسفيرهم قبل أن يعطيهم حقوقهم وهذه مصيبة.

إن عاملاً يأتي إلى بلاد المسلمين ثم يخرج ولا يستوفي حقوقه، يعود إلى بلاده ساباً شاتماً مبغضاً لاعناً للمسلمين أجمعين، لا يسب ذلك الذي عامله بالخيانة ولا يشتم ذلك الذي أخلف معه الأمانة، وإنما يظن أن هذا ديدن المسلمين أجمعين، وهذا طبع المسلمين أجمعين في بلادٍ أتى إليها وقدم إليها.

فيا عباد الله! ادفعوا القالة والسوء عن أنفسكم، واتقوا الله جل وعلا فإن الظلم ظلمات، حتى ولو كان الظلم على كافر، واتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافراً، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، إن من صدق في معاملة عماله وقام بالوفاء والأمانة معهم، ثم بعد ذلك دعاهم إلى الإسلام وتلطف في دعوتهم سيجد استجابةً عظيمة، وإن مكتب الجاليات في القصيم ومكتب الجاليات في الرياض ومكتب الجاليات التابع لرئاسة دراسات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ليشهد أفواجاً -بحمد الله- يدخلون في دين الإسلام بعد أن يجدوا من يعرض عليهم الإسلام عرضاً ليناً رقيقاً لطيفاً، يدخلون في دين الله سبحانه وتعالى.

فلو أن كل واحدٍ منا مع حرصنا على ألا نستقدم إلا المسلمين، ولكن لو أن كل واحدٍ منا احتك أو رأى كافراً في عمله أو استقدمه في أعمالٍ لا يتقنها إلا أمثالهم، أو وجده في أي مناسبة، فأخذ عنوانه وأرسل إليه كتيباً بلغته التي يفقهها ويعلمها، وأرسل له شريطاً وأرسل مع الشريط شيئاً مما يلطف القلب، فإن هذا مما يهيئ أولئك ومما يجعلهم يستعدون ليدخلوا في دين الإسلام، فينبغي أن نستغل الفرص وينبغي أن نستغل المناسبات.