للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم السكوت عن جماعة يفعلون الفاحشة بعد نصيحتهم]

السؤال

أنا شاب ملتزم، وأسكن في عمارة وفيها شباب، وأرى كل يوم هؤلاء الشباب ومعهم فتيات وساقطات ومن يتبعن الرذيلة مثل هؤلاء، وأنا أعرفهم ونصحتهم ولكن لا فائدة، فهل أنا آثم على السكوت في ذلك، أم أن مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من ستر على مسلمٍ ستره الله عليه يوم القيامة) يشملني؟

الجواب

لا يا أخي، هذا رضى بالشر ورضى بالمعصية وبالفسق ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولا يدخل هذا في الستر، الستر مثاله كأن تجد مثلاً سكراناً أو أن تقبض على اثنين في حالة معينة في أول وهلة مثلاً ثم تنصحهما ويلتزمان بالتوبة ويبذلان لك الرجاء أن تستر عليهما، ويعدانك بالتوبة إلى الله جل وعلا، فهنا حسن لو سترت عليهما، لكن هؤلاء الذين تنصحهم مراراً ومع ذلك هم مصرون فهذا لا يصدق عليه الستر، بل فيه المداهنة والرضا ولا حول ولا قوة إلا بالله! بل من واجبك أن تعد المخطط، وأن تنصب الكمين لكشفهم والقبض عليهم، طالما أنك نصحتهم مراراً فلم ينتصحوا، ونهيتهم فلم ينتهوا، وزجرتهم فلم يزدجروا، فلا بد أن ترتب المكان والخطة والكمين المناسب للقبض عليهم.

ولعلمك هناك حالات لا بد فيها من القوة

ووضع الندى في موضع السيف بالفتى مضر كوضع السيف في موضع الندى

ويقول الآخر في بعض ألوان الشر:

والشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعاً وإن تلقه بالشر ينحسر

فلا بد أن تستخدم شيئاً من القوة حتى تقهر هذا الباطل، ولماذا شرع الجهاد؟ لأنه قمع للعناد والعصيان الذي يقف أمام انتشار الحق وإقامة شرع الله جل وعلا، فالقوة مطلوبة في بعض المواقف.