للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أنواع المرجئة والرد عليهم]

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء، ونسأل الله لنا ولكم الأجر في كل حرف مما ذكرتموه، يقول المرجئة اليوم: الإيمان بكلمة التوحيد والإقرار بها في القلب وحده ملزم لدخول الجنة، وإن ترك الرجل الصلاة وامتنع عن الزكاة، فما هو رد فضيلتكم على هذه المقولة؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، لا شك أن هذه مقولة ضالة خاطئة، والمرجئة بالمناسبة إذا أطلقوا فهناك إطلاقان: مرجئة الفقهاء المتقدمين الأوائل، هم الذين يقال لهم: مرجئة الفقهاء الذين أرجئوا القول فيما كان بين الصحابة وفيما كان بين علي ومعاوية، وأحياناً قد تسمع عنهم في ترجمة بعض الثقات أو العدول: فلان من مرجئة الفقهاء، فلا يعني ذلك أنه من الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، أما المرجئة الذين ضلوا ضلالاً بعيداً فهم الذين ينطقون بهذا، وهم ضد الوعيدية من فـ الخوارج والمعتزلة، وأهل السنة وسط بين طرفين، الخوارج والمعتزلة يقولون: من ارتكب الكبيرة الخوارج يخلدونه في النار، والمعتزلة يقولون: هو في منزلة بين المنزلتين، والمرجئة يقولون: من كان مؤمناً فلا يضره شيء أبداً ما دام أنه يدعي الإيمان، بل إن أبا الحسن الصالحي من القدرية، وبعض من وافقه من الطوائف قالوا: إن مجرد المعرفة كافٍ ليكون الإنسان مؤمناً، وبعض طوائف الضلالة من الكرامية قالوا: إذا قال الإنسان: أنا مؤمن فقط بلسانه هذا في حد ذاته كافٍ، وهذه أقوال فاسدة.

يلزم من القول الأول أن يكون إبليس وأبو طالب والضُّلاَّل والجهَّال الذين يعرفون الله ولم يستجيبوا له ولم يعبدوه أن يكونوا مؤمنين، ويلزم من القول الثاني: أن يكون المنافقون مؤمنين، وضلال أمر المرجئة واضح جداً لأن النصوص في القرآن والسنة جاءت فيها آيات الوعد والوعيد، فكما أن الله عز وجل رتب الثواب الجزيل على من قام بالإيمان، رتب أيضاً العقاب الأليم على من خالف، والصلاة بحد ذاتها أخطر أمور العبادة وشرائع الدين وأركان الإسلام، من تركها فقد كفر، نعم من ترك الزكاة لا يكفر، من ترك الحج والصوم لا يكفر يعتبر عاصياً مرتكب كبيرة جداً، لكن الراجح وكما سئل سماحة الشيخ/ ابن باز وأفتى، قال: من ترك الصلاة فقد كفر: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دعاه المسور بن مخرمة على إثر طعنة طعن فيها يوم كان في المحراب رضي الله عنه فقال عمر: [نعم.

ألا إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة] فقام عمر يصلي وجرحه يثعب دماً، فأولئك الذين يقولون: مجرد الإيمان في القلب أو مجرد التلفظ وحده كافٍ مع عدم السلامة من النواقض، وعدم القيام بالشروط والحقوق فإن لكل شيء حقوقه وشروطه وواجباته، وهذه مبينة مفصلة من كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.