للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمم تقتسمنا ونحن نستجدي في غفلتنا]

يا أمة الإسلام: متى نفيق من الغفلة؟ متى نعمل هذه العقول؟ متى نسخرها لكي تتأمل، إننا لا نؤمر بأن نسلم بكل ما نسمع أو نقرأ؟ لكننا نؤمر أن نتدبر، وأن نتأمل، وأن نكون قوامين بالقسط شهداء لله، ولو على أنفسنا أو الوالدين أو الأقربين، هذا واجبنا.

وأما وجه الجهاد في سبيل الله: فأسألكم يا شباب المسلمين! لو أن البعثيين معاذ الله من ذلك! استحلوا قطعةً من أرضكم وبلادكم، أو مكثوا بعد احتلالٍ أو دخولٍ في قطعةٍ من أرضكم وبلادكم، هل ستقتلون القاتل في تلك القطعة؟ أم يحال إلى المحكمة الوضعية القانونية؟ هل ستقطعون يد السارق في تلك القطعة؟ أم يحال إلى المحكمة الوضعية؟ هل سترجمون الزاني؟ هل ستجلدون الشارب؟ هل سيسمح البعث للدعاة أن يلقوا الدروس والمحاضرات والندوات؟ هل ستكفلون الأيتام في تجمعاتكم وتبرعاتكم؟ هل ستدعمون الجهاد في أفغانستان؟ هل ستجعلون حلق الذكر في مساجد تلك البقعة؟ لا.

والله لو حكم البعث أرضاً أو شبراً من الجزيرة ما قطعت فيها يد سارق، وما قطعت فيها رقبة قاتل، وما أقيم فيها حدٌ، وما أذن فيها لداعيةٍ أن يتكلم أبداً، فضلاً عن دعم قضايا المسلمين ومشاريعهم، أليس في صد هذا العدوان جهادٌ في سبيل الله؟ إذاً ما يكون الجهاد إذا لم يكن دفع العدوان الذي يمنع بيوت الله أن يرفع فيها اسمه؟! إذا لم يكن صد العدوان البعثي الكافر عن أرض المسلمين، أرض الموحدين، الدعاة العلماء، سائر الناس، حتى العصاة فيهم، فيهم خيرٌ كثير حتى عصاة أمتنا، عصاة شبابنا، أقول: فيهم خيرٌ كثير؛ لأن معاصيهم ما جاوزت حدود فرعية بغير تهاونٍ بالمعصية أو رضاً بها أو إقراراً بفعلها، فكل معصيةٍ عليها جزاؤها وعقابها، ولكن حتى وإن فعلت فإن هذه المعصية لا تساوي أضعاف الكفر والإلحاد المضاعف من أولئك.

فيا أمة الإسلام: اعقلوا وتأملوا وتدبروا وتفكروا واعرفوا حقيقة ما أنتم عليه، هذا جهادٌ في سبيل الله.

أعود إلى ما قلت: يوم تدلهم الخطوب وتفتن العقول بالآراء والأقوال يوقظ الله الأمة بصالح علمائها، يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -أسأل الله أن يمد في عمره قولوا: آمين، وأن يبارك في حياته، وأن يجعل نومه ويقظته وذهابه وإيابه وفكره وصمته ونطقه في موازين أعماله- قال: هذا جهادٌ لا شك فيه وما عندي فيه شكٌ أبداً.

هكذا يوقظ الله الأمة برأيٍ سديد، وقولٍ سديد من صالح، بل من أتقى أو من تقاة علمائها، وقال متع الله بحياته وإياكم على طاعته قال: إن قول الله جل وعلا: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات:٩] قال: هذا قتال طائفةٍ مؤمنة مع مؤمنةٌ، مؤمنةٌ بغت على مؤمنة، أما هذه فطائفةٌ كافرة، وجب جهادها ابتداءً لا رداً أو دفعاً للعدوان، فما بالك إذا حشدوا الحشود عليك وقد يقول قائل: وما شأن الجهاد في الكويت؟ نقول: ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات دون ماله فهو شهيد) بلى.

ألم يقل (من مات دون عرضه فهو شهيد) بلى.

جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجلٌ يريد أن يأخذ مالي، قال: امنعه، قال: فإن أبى؟ قال: قاتله قال: فإن قتلته؟ قال: هو في النار، قال: فإن قتلني؟ قال: فأنت في الجنة).

إذاً: لأهل الكويت أن يجاهدوا لرد أموالهم، لرد أرضهم، لرد ثرواتهم، لرد مآذنهم ومساجدهم، وجمعياتهم التي كانت رئةً يتنفس منها الجهاد في أفغانستان والعمل الإسلامي في أفريقيا، جهادٌ في سبيل الله لأهل الكويت أن يعودوا لرد حقوقهم وثرواتهم ومقدراتهم، حتى لا يقول أحدٌ: هذا جهادٌ في حقنا وليس جهادٌ في حق أبناء الكويت، نعم.

أليس لهم أراضٍ وممتلكاتٌ وثرواتٌ وبيوتٌ وضيعاتٌ وأوطانٌ ديست ودنست بأولئك الأزلام البعثيين، ألا يكون هذا جهادٌ في حقهم؟ وبعد أن يستردوا أرضهم ويشفوا صدورهم؛ لأن مثل هذه الأمور لا يشفيها إلا الانتقام بالدم: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة:١٤] ما لم يشبع الكويتي مسلماً وغير الكويتي من دم البعثي الحاقد الفاجر البعثي، لا أقول العراقي الساذج البسيط الذي هو من عامة أبناء المدن أو من قراها وضيعاتها، ذلك البعثي الذي تطوع في هذه القيادة الظالمة الغاشمة، أو في الحرس الجمهوري، أو في حزب البعث ما لم يشبع من دمه لا يشفى قدره أبدا.

يقول لي أحد الشباب المجاهدين في أفغانستان: قتل صديقٌ لي في أحد العمليات ونحن في اقتحام على أحد المراكز الشيوعية؛ نفذت ذخيرته فالتف عليه الشيوعيون وجعلوا يجعلون سكين الرشاش في صدره وقتلوه قتلةً شنيعة، قال: علم الله أن في قلبي شيئاً لا أعرف ما الذي يذهبه حتى أظفرني الله ذات يوم في عمليةٍ جهاديةٍ ناجحة اقتحمنا فيها مركزاً من مراكز الشيوعيين قال: ذبحت فيهم عدداً بيدي وآخرين بالرشاش، فلما رأيت دماؤهم تتقلب أمامي وجدت راحة وطمأنينة وذكرت قول الله جل وعلا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة:١٤] يشفون صدورهم القتل أمثال القتل، {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة:١٧٩].

فيا معاشر المؤمنين: ينبغي ألا نقع في الإرجاف أو في تثبيط الأمة، ونحن نعلم أننا في جهادٍ مشروع في أي حالٍ من الأحوال، أنا لا أقول إن ما يدور الآن كلها أوضاعٌ صحيحة سليمةٌ ١٠٠%.

لكن إن ما يدور الآن وبقدر الله أراه أهون الشرور على الأمة أن تعيش ما تعيشه الآن.

نسأل الله أن يدفع البلاء وأن يبصر أمة الإسلام وشبابها بحقيقة مواقفها وما يراد بها وما يدبر لها.

اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المرابطين، اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر شبابنا ورجالنا وجنودنا في القوات الجوية والبحرية والبرية، اللهم أنزل السكينة في قلوبهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم ثبت أقدامهم.

اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وشمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذ بعظمتك اللهم أن يغتالوا من تحتهم.

اللهم احفظهم.

اللهم ارزقهم الاحتساب وطلب الأجر والثواب، اللهم اجعل من مات منهم شهيداً ومن عاش منهم سعيداً، اللهم أهلك البعثيين، اللهم أحصهم عدداً، واجعلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، اللهم سلط على أعدائنا، اللهم اجعل سلاحهم في نحورهم، واجعل كيدهم على صدورهم، اللهم اخسف الأرض بهم، اللهم سلط بعضهم على بعض، اللهم واقتلهم بأيديهم، اللهم خرب بيوتهم بأيديهم، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.

ربنا اكشف عنا البلاء إنا مؤمنون، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم مزقهم كل ممزق، حسبنا الله ونعم الوكيل، نستغفر الله ونتوب إليه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:٣٣] اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا واغفر لنا وانصرنا وثبتنا وأعنا وأكرمنا وأهن أعدائنا.

اللهم إنا نسألك بأسمائك وصفاتك وعظمتك أن تعيذ جنودنا وأبناءنا وذرارينا من شر ما نجد ونحاذر، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض، ومن شر ما يخرج منها بقدرتك التي لا يعجزها شيءٌ في الأرض ولا في السماء.

ربنا انصرنا على القوم الكافرين، اللهم انصرنا على القوم الكافرين، اللهم انصرنا عليهم، اللهم عجل نصرك لنا، اللهم عجل هلاكهم يا رب العالمين! يا أرحم الراحمين! برحمتك نستغيث، اللهم لا تكلنا إلى طائراتنا، اللهم لا تكلنا إلى دباباتنا، اللهم لا تكلنا إلى قواتنا وبارك لنا فيما آتيتنا، وانفعنا بما عندنا، ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك يا رب العالمين! اللهم آمن روعاتنا، اللهم آمن أنفسنا، اللهم نسألك الطمأنينة في نفوسنا وبيوتنا ومجتمعاتنا وبلادنا وبلاد المسلمين أجمعين، اللهم استر عوراتنا، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين! اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح بطانتهم، اللهم من علمت فيه خيراً لهم ولأمتهم فقربه منهم وبارك فيه يا رب العالمين! ومن علمت فيه شراً لهم ولأمتهم فأبعده عنهم وافضحه على رءوس الخلائق يا رب العالمين! الله سخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك، ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا واحفظنا وانفعنا وبارك لنا وفينا وحولنا وادفع عنا البلاء في كل وقتٍ وفي كل حين.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمدٍ صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، اللهم اجمع شمل قادتهم، اللهم ألف قلوبهم وثبت أقدامهم، وانصرنا وإياهم يا رب العالمين! وانصر جميع المجاهدين في فلس