للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فرار موسى إلى مدين]

شب موسى وترعرع في بيت فرعون معززاً ومكرماً، حتى إذا دخل المدينة ذات يوم على حين غفلة في أهلها وجد فيها رجلين يقتتلان، أحدهما من شيعته أي: من بني إسرائيل، والآخر من عدوه أي: من القبط، فاستغاثه الذي من شيعته على القبطي، فضربه موسى، فمات القبطي من فوره.

ثم أصبح موسى خائفاً يترقب، فجاءه رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، فأخبر موسى الخبر، وأمره أن يخرج من أرض مصر، لأن القوم يبحثون عنه، ويريدون قتله، فخرج موسى وتوجه إلى أرض مدين، ودعا ربه أن ينجيه من القوم الظالمين.

وفي أرض مدين أقام موسى، وتزوج بابنة شعيب عليه السلام، ورعى له الغنم فيها عشر سنين، وبعد ذلك حنَّ قلب موسى إلى أرض مصر، وفي طريقه إليها في ليلة مظلمة باردة تاه موسى عن الطريق: {فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه:١٠ - ١٤] وهكذا نبئ موسى وكلمه ربه، وتوجه إلى فرعون بأمر ربه {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات:١٧ - ٢٥].