للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التهاون في صلاة التراويح]

كذلك أيها الأحبة: الله الله في صلاة التراويح، فإن كثيراً من الناس لا يبرح أن يسلم التسليمة الثانية عن يساره بعد صلاة العشاء، ثم يطلق ساقيه للريح، يخشى أن يكون زبوناً قد سبقه أو سبق إلى دكان جاره، وكلها نصف ساعة، ما بين ركوع وسجود وقنوت وقيام، ينال فيها العبد إجابة دعوة، وتعظيماً وتسبيحاً، وقبولاً ورحمة، في ركوع وسجود ووتر وقنوت.

فالله الله لا تضيعوا صلاة التراويح، فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى الناس بصلاته، ثم صلاها وفعلوا مثل ذلك، ثم احتبس في بيته ولم يخرج لهم، فقالوا: يا رسول الله! هلا نفلتنا بقية شهرنا، فقال وهو الرءوف البر الرحيم بأمته: (خشيت أن تفرض عليكم) {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:١٢٨].

الرسول صلى الله عليه وسلم شرعها لنا وصلاها وصلى الصحابة بصلاته، ثم عاد إلى بيته يصليها خشية أن تفرض على الأمة، فيكون ذلك من المشقة، وما المشقة -أيها الأحبة- على القادر المستطيع عليها؟ إنها تشريع لكي نتسابق فيه، وإنها رحمة من النبي صلى الله عليه وسلم فقد خاف أن تفرض على الأمة.