للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحث على الدعاء للمسلمين في الشيشان والبوسنة]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، عضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها.

معاشر المؤمنين: قد يقول قائل: ليس الحدث بجديد، فلماذا تسوقه؟ فأجيبه: نسوق هذا الحدث حتى نبذل أقوى وأشد وأفتك سلاح نملكه وهو الدعاء {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان:٧٧] {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} [الصافات:٧٥] {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠] {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:١٨٦] {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:٦٢].

أسوق حدثاً ربما فيكم من هو أدرى به مني، من أجل أن نطالبكم ونناشدكم ونسألكم دعوة واحدة في كل سجدة لإخوانكم المسلمين في الشيشان وفي البوسنة وفي كل مكان، فلن تعدم الأمة من شخص تجاب دعوته، نسوق هذا الحدث حتى نزداد قناعة باليأس، ونزداد يقيناً بالتشاؤم من كل نظام لا يحكم بالإسلام.

فلا ترج السماحة من خبيث فما في النار لضمآن ماء

القلوب والتشاؤم ندعو إليه من كل نظام لا يحكم بالإسلام، فليس للإسلام والمسلمين رحمة ولا عدالة، ولو ادعى العدل والحرية {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عمران:١١٩] تلك الأنظمة: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:٨٩] تلك الأنظمة: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:١٠٥] تلك الأنظمة: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة:١٠٩].