للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من المسئول عما يحدث في أرض البلقان]

معاشر المسلمين: من الملوم؟ من الآثم؟ من الذي يتحمل مسئولية هذا الهدر لأرواح المسلمين، وهذا النزيف لدمائهم، من يتحمل هذا؟! كل مسلم قدر على شيء تجاه هؤلاء فقصَّر أو بخل به، أو قعد عن القيام به، يناله من الإثم بقدر ما تحمل من المسئولية، وبقدر ما قدر عليه من الواجب، لن نعلق المسئولية على أحد بعينه، كل واحد منا يسأل نفسه وليسأل نفسه: ماذا استطعت أن تفعل وبم؟ معاشر المسلمين: لقد كان بوسع الرئيس علي عزت بيقوفتش، والمسلمين في البوسنة والهرسك، لقد كان بوسعهم أن يمدوا يد الخيانة والنفاق، ويد العمالة ويعلنوها دولة الأديان، كما تنادي بعض البلدان على مبادئ البانش سلا، والمبادئ الخمسة، وتعايش الأديان في ظل سلمي، لقد كان بوسعهم أن يعلنوها دولة الأديان، ودولة النصارى، ودولة الإسلام، ودولة العلمانية، ودولة الوثنية، ودولة كل بدعة, وكل ملة، وكل نحلة، ولكنهم أعلنوها فقط دولة إسلامية، فكان جزاؤهم ما ترون، ولو باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، لكان أول من يفادي عنهم حلف الناتو، ودول الكمنولث، وأول ما يدعمهم السوق الأوروبية المشتركة، وتكون قضاياهم على أولويات مقاعد الهيئات الدولية.

ولما اختاروا الإسلام اختير لهم أن يكونوا في إرشيف القضايا، كقضية فلسطين، وإن حركت أوراق الصادر والوارد في القضية، أما صُلب القضية فلا حوار ولا جدال حوله.

معاشر المؤمنين: ومع هذا فثقتنا بالله أن النصر للمؤمنين، وأن العزة للمسلمين: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:١٠٥] وثقتنا في الله بقوله: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} [القصص:٥] ألم يستضعفوا؟ بلى.

أليس وعد الله حق؟ بلى.

{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص:٥].

معاشر المؤمنين: والله لو اختار المسلمون في البوسنة والهرسك، أن يعلنوها علمانية، أو يعلنوها دولة الأديان، لتكفل النصارى بأبنائهم، ولتحركت حقوق الإنسان لنجدتهم، ولحسمت قضاياهم في أول قطرة أريقت منهم، أما وقد أرادوا الإسلام فلا سبيل إلى الرحمة والنجدة: {هَاأَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ} [آل عمران:١١٩] في المحافل في الهيئات على جدران الصحف وأوراق المجلات: {قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عمران:١١٩].

وكيف نظن بنصراني حاقد أنه قد رضي عنا، وقول الله أبلغ: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:١٢٠]؟!