للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أم حبيب سهلة بنت ملحان رضي الله عنها]

أم سليم سهلة بنت ملحان الرميصاء عندما خطبها أبو طلحة قالت: [أما إني فيك لراغبة، ومثلك لا يرد ولكنك كافر!!].

الله أكبر! الله أكبر! انظروا كيف أصبحت المرأة المسلمة، والزوجة المسلمة، والأم المسلمة تعرض دينها ودعوتها بقوةٍ وقدرة، تقلب عقيدة الرجل، الذين يقولون: إن المرأة النصف المعطل، المرأة التي تسلط عليها الرجل، وغسل أفكارها ودماغها، وأصبحت تابعةً له، وأصبحت رقيقةً يملكها.

أم سليم تغسل فكر أبي طلحة وتغير معتقده! بأسلوبٍ جميل وكلماتٍ معدودة: [أما إن مثلك لا يرد! وإني فيك لراغبة، ولكنك كافر وأنا مسلمة، فإن تسلم؛ فإسلامك مهري ولا أريد منك مهراً].

انظروا يا عباد الله: المرأة التي كذبت دعاوى الجاهلية والعلمانيين وأصحاب حركة التغريب والإفساد في المجتمع! الذين يقولون: إنه لا دور لها، والرجل يؤثر عليها، والرجل والرجل نعم يؤثر عليها بطاعة الله، ولكن هذه قلبت عقائد وأفكار وموازين رجل من الجاهلية إلى الإسلام، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الشرك إلى التوحيد.

خرجت أم سليم يوم حنين تداوي الجرحى ومعها خنجر، وكان زوجها أبو طلحة يبتسم لشأنها ويقول: [يا رسول الله! أما ترى أم سليم قد ربطت في بطنها خنجراً] والآن بعض شبابنا لو رأى خنجراً يخاف، ولو سمع طلقة مسدس سقط على الأرض.

فـ أم سليم تخرج وفي بطنها خنجر، فألتفت إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (يا أم سليم! ما تفعلين بهذا الخنجر فقالت: إن دنا كافر يا رسول الله أبقر به بطنه) امرأة تعلم الشجاعة! امرأة قدوة لنساء المسلمين! ولـ أم سليمِ قصةٌ عجيبة: كان لزوجها أبو طلحة بعد أن تزوجها وأسلم ولدٌ مريض عليل، فخرج أبو طلحة ثم اشتد المرض بولدها، فمات وتوفي رحمه الله، فقامت وغسلت ولدها وطيبته وكفنته ووضعته في طرف البيت في حجرةٍ له، فلما جاء زوجها؛ وجدها قد أعدت نفسها وتهيأت له، وأعدت طعامه، فلما أصاب الطعام وبات ونام معها سألها عن ولده، قال: ما شأن ولدي؟ قالت: هو بأهدئ حال وأسكن ما يكون، ثم إنه لما أصبح؛ أخبرته فكان أن وجد أبو طلحة في نفسه عليها شيئاً، فذهب وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنى عليها خيراً وقال: (أعرستم البارحة؟ قال: نعم.

فدعا لهما وقال: اللهم بارك لهما فيه) فرزقا أولاداً فيهم بركة وخير.