للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم معاملة الزوج لزوجته معاملة سيئة]

السؤال

حول معاملة الأزواج لزوجاتهن المعاملة التي لا ترضي الله عز وجل، ما رأيك في ذلك؟

الجواب

نقول لكل من أساء معاملة أهله: رسولنا خير الأولين والآخرين، كان ألين الناس لأهله، ويقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) (خياركم خياركم لنسائهم) (استوصوا بالنساء خيراً) النبي وصى بذلك، قال: (اتقوا الله بالنساء؛ فإنهن عوان) أي: أسيراتٌ عندكم، والمرأة والله مسكينة حينما تقع عند زوجٍ لئيم؛ ومن الرجال من لؤمه يجعله يتفنن في إيذاء المرأة، يا أخي الجبل يتحمل أشياء الكثيرة، وقد تخطئ المرأة خطأً صريحاً واضحاً في تعاملها معك، لكن أين الرجولة؟ أين القوامة؟ أين الحلم؟ أين العلم؟ أين سعة الصدر؟ أين القوة؟ أين سمو الأخلاق؟ أين قوة الرجل؟ هو رجل لكن في حقيقته مرجوج، عند أتفه شيء تجده يلاطخ المرأة ويرد عليها بمثلها، واسكتي وإلا "طخ" وكأنها منصة إطلاق الصواريخ التي في يد ألت سين، وحينما تجد رجلاً أول ما يهدد بالطلاق، فاعرف أنه سخيف، إلا من رحم الله، أو تاب إلى الله من ذلك.

يا أخي الكريم! إن كانت هذه المرأة زوجتك بمثابة من تريد أن تعيش معها، أو بمنزلة من ستعيش معها، ولا تفكر في فراقها، فهي كواحد من أولادك.

إذا أغضبك أحد أولادك هل تقول له: اذهب أنت لست من عيالي؟ لا يمكن، وهذه المرأة هي الأساس، يا أخي عش معها، تحمل منها، تتحمل منك، تحمل عنك، تحمل عنها، وإن من النساء من ضربن أروع الأمثلة، وإن من الرجال من قابل ذلك بأسوأ الأمور.

امرأة زوجها أصيب بحادث، وأصبح معوقاً تغسله وتزيل عنه الأذى، تطيبه، تتحمل منه، ويقابلها بالسباب والشتيمة، وفعلاً بعض الرجال لئيم، ويا أخي الحبيب اذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق).

بعض الناس حينما تقابله يوزع الابتسامات، وإذا جاء عياله عنده لا يجدون منه ابتسامة واحدة.

يا أخي! هب عيالك ابتسامة، نكتة، تجده طول الطريق تنكيت ويجعل إخوانه يموتون من الضحك، وإذا جاء إلى البيت عاد إليه الوقار أشد ما كان، يا أخي! أعطي زوجتك نكتة، أعطي عيالك ضحكة، خليهم ينبسطون معك، امزح، هذا أمرٌ مطلوب، كما قال عمر: [أحمظوا مع النساء في بيوتكم] يقال: أحمظوا للإبل إذا أطالت رعي المرعى فتغيرت بطونها، لكي ترعى الحمض فيتغير شأنها، تنشط من جديد، فالإنسان يقطع هذا الملل والروتينية والرتابة العائلية بشيءٍ من ذلك.