للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم حضور مناظرات علمانية]

السؤال

هل تنصح بحضور المحاضرات التي ستعقد بـ الجنادرية علماً أن كلها لعلمانيين أو قوميين، أرجو التنبيه على ذلك؟

الجواب

نحن لا نقول: فلان علماني أو هؤلاء علمانيين، لكن نقول: من بدر منه ما يدل على علمانيته فلا كرامة لعرضه، ولكن أن نقول: هؤلاء علمانيين قف عند هذا وتوقف، من بدر منه ما يدل على ذلك دلالةً واضحة، فلا كرامة لعرضهم، الشيء الأخير، ينبغي لمن يحضر أن يفهم ويستفيد، بعض الناس يحضر فقط بدون فائدة، نقول: يا أخي إذا كنت تستفيد فاذهب، أما إذا كنت لا تستفيد احضر محاضرة، درس قرآن تجويد، سيرة وهلم جرا.

يا أخي الكريم! نعم التصفيق لا يليق وغير مقبول لأنه من صفات النساء، لكن لا نقول: بمجرد أي غلطة، أو أي مناقشة الله أكبر الله أكبر، لا يا أخي يوجد في القاعة أناس من الذين فضحوا الحداثيين وعرفوهم، ودرسوا فكر العلمانيين وتتبعوهم ويشمون روائح اتجاهاتهم، فهؤلاء قادرين على النقاش.

وأنصح وأؤكد أن من كان متسماً بالوعي والفهم وإدراك الأبعاد وحقائق الأمور ينبغي أن يحضر، وأنصح أن يحضر من أجل إذا وجد استهتاراً أو تلميحاً فيرد.

حينما تناقش قضية المسرح، يتبجح أحدهم يقول: إن المسرح السعودي لا يزال متخلفاً لفقدانه العنصر المؤثر المشارك ألا وهو المرأة، تستجعد له وتشرقه، تناقشه بعقل، والنقاش وأدب الحوار والإقناع وإلقام الخصم الحجة أمر مطلوب.

أقول: على إخواننا أساتذة الجامعات، أو خريجي الجامعات أو الذين درسوا وفهموا هذا الاتجاه فيما يتعلق بالأدب والحداثة، والاتجاه العلماني والتجديد، وكل من يتقن هذه الأمور ويعرفها ويستوعب أبعادها، عليه أن يحضر ويسجل ملاحظاته، لأنه سيفتح لك باب المداخلة بعد المحاضرة، فكن جريئاً وسجل العبارة: قلت في محاضرتك كذا وكذا وكذا، هي واحدة من اثنتين؛ إما أن تعترض على وحي الله وهدي رسوله، فمن أنت؟ ولا كرامة له، وإما أن تعتذر الآن، وإما أن تبين مقصدك.

لقد استطاع الحداثيون أن يعبثوا فترةً بالصفحات الأدبية من خلال الاحتماء بالرمز والإشارة، حينما تحاججه، يقول: أنا قصدت كذا، إذاً يقال: إن قصدت كذا فهذا مرفوض، وإن قصدت كذا، فلعلك أن تتعلم من العبارة ما يفصح ويوضح مقصودك، نحن بحاجة إلى أن يحضر القادرين على النقاش المستوعبين، أو الذين ينقلون التقارير الجيدة للعلماء وطلبة العلم.

أما أن نحضر هكذا فقط جموع الله أكبر الله أكبر، أنا لا أؤيد هذا والأمور بأدبها وأبوابها مقبولةٌ.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.