للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرص العلمانيين على توظيف المرأة مضيفة في الطائرة]

أيها الإخوة: أنتقل إلى جانب آخر حرص دعاة التحرير على إيقاع المرأة المسلمة فيه، صاحوا يوماً ما: لماذا لا يوجد مضيفات؟ لماذا لا نستبدل العمالة الأجنبية ببنات المجتمع، وفي الحقيقة هذا في إطار الشريعة، ومعروف أن الناس في الطائرة يغضون أبصارهم، والمضيفة إذا أرادت أن تناول أحداً، فلا شك أنها تمد له الفنجان، وتقول: يا أخي! غض بصرك حتى لا تنظر إلي، وقبل أن تمد له الفنجان والقهوة تقول: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور:٣٠] ويعني: لا بد أن يغنوا على مثل هذه الموضة، والمقصود مجال جديد لإشغال الفتاة لكي تخرج إليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله! مجالات جديدة دخلت فيها العمالة الأجنبية النسائية، قالوا: لماذا لا نستبدلها بمجالات أو لماذا لا نستبدلها بعمالة من أهل المجتمع؟ التمريض كما قلت لكم صاحوا، وقالوا: في إطار الشريعة، وفي حدود الشريعة، ولا بد أن نخدم بها المجتمع إلى آخر ذلك.

أسأل سؤالاً دار في ذهني، وسمعت محاضرة للشيخ/ سفر الحوالي حفظه الله، وأورد أيضاً هذا السؤال، يقول: لو قلنا لأحد من الذين وافقوا على دخول بناتهم في ذلك التمريض الذي اختلط فيه البنات مع البنين، الذكور مع الإناث، الشباب مع الشابات، ودخل فيه الإناث على المرضى شباباً وشيباً وصغاراً وكباراً ذكوراً، ومن أعجب ما رأيت أن تجد الطبيب المترجمة له أنثى، وأن تجد الطبيبة المترجم لها ذكر في بعض المستشفيات، وهذا سؤال يحتاج إلى جواب.

الحاصل لو قلنا لرجل أراد أن يوظف ابنته في التمريض: ما هو رأيك؟ كم يعطونكم في التمريض؟ كم الراتب؟ أربعة آلاف، نقول: تفضل هذه خمسة آلاف ريال، أعطنا ابنتك عندنا عجوز في البيت نريد هذه البنية أن تخدمها، يقول: عجيب وابنتي خدامة عند أبيك، وأنا محتاج فلوسك من أجل تعرض عليَّ خمسة آلاف ريال من أجل ابنتي تخدم عندك، طيب ما هو الفرق بين أن تخدم طابوراً كاملاً كله رجال يمدون أرجلهم، أو أن تخدم جدتي هذه العجوز، ما الفرق بين هذا وهذا؟ بالعكس قد تكون في بيتي، وأنا أكون حريصاً عليها، ولك أن تطمئن -إن شاء الله- فلن أدخل أجنبياً على ابنتك، ولن أجعلها تختلط بأحد، ولن تخدم إلا أنثى مثلها، لكن انظر الأمر كيف يلبس على الناس، لو قلنا: أعطونا البنت تعمل خادمة في البيت بخمسة آلاف ريال، يقولون: لا.

والله ما احتجنا إليك بعد حتى أن ابنتنا تعمل في بيتك، لكن نقول: ثلاثة آلاف ومائتان وستون وتشتغل مضيفة، أو ممرضه، وتخدم طابوراً كاملاً ذاهبة آتية، أوه فلانة موظفة في المستشفى الفلاني إنها ممرضة! وكأن مجالات المرأة ضاقت حتى لا نجد لها مجالاً إلا تمريض الرجال، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والمصيبة التي تطرح نفسها حتى الآن على ما عندنا من الخير والأموال والأرزاق والبركات نحمد الله على ذلك لا يوجد عندنا مستشفى طاقمه نسائي بالكامل، والله -يا إخوان- نحن بحاجة، ونقولها لكل غيور، ونقولها لكل مسئول: إن مجتمعنا بحاجة إلى مستشفيات نسائية بحتة، وليكن حينما يرى أن تدخل الرجال لأمر ضروري لا بد منه، وليكن في حدود تنسيق ضيق بقدر الحاجة.