للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قيادة المرأة للجمل ليست كقيادتها للسيارة]

السؤال

لقد أذاعت إذاعة غربية في صحيفة غربية على لسان كاتب يقول الكاتب: أليست المرأة كانت تقود الجمل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فما المانع في قيادة السيارة لها هذه الأيام، لأن السيارة حلت محل الجمل، نرجو توضيح هذه الشبهة وفقكم الله؟

الجواب

الفرق أن الجمل ما له دركسون والسيارة لها دركسون، يا إخوان أريد أن نفهم وأن نعلم أن القضية ليست ركوب امرأة على مقود قيادة، نريد أن نفقه وأن نعرف أن العلمانيين المنافقين ضعفاء العقول المغرر بهم يظنون أن النزال والنزاع في هذه القضية هو قضية هل يجوز للمرأة أن تدق إشارة وتلف يمين و (تفرمل) و (تعشق) أو لا؟ ليس هذا محل النقاش في القضية، القضية أبعد من هذا كله، يوم أن تركب المرأة السيارة وتقودها خذوا على هذا طرفة: إذا امرأة تخاصمت مع زوجها، والله ما يلحقها في الخط الدائري، لا نزال في بداية المصارعة، في بداية النقاش لحظات والملابس عند الباب: هيا اذهب بي إلى عند أهلي، فما بالك إذا قادت السيارة، أقول هذا على سبيل الدعابة، لكن إذا قادت المرأة وقطعت الإشارة فيصدر تعميم يسمح لكل امرأة أن تقطع الإشارة ولا تحاسب، وإلا فضروري أن يوقفها الشرطي ليسألها: الرخصة الله يصلحك، الاستمارة الله يمتع بك، ما هذا الكلام؟ والمرأة تتأخر عن البيت إلى العصر، أين كنت؟ أين الغداء؟ تقول: والله بنشر الكفر، ما الذي صار؟ والله خبطت، حدوها الشباب وطلعوها على الخط.

يا إخوان! الله جل وعلا الذي شرع بحكمة يعلمها، ولطف قدَّره، وعلم يراه جل وعلا {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:٣٣] {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:٣٢] {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب:٥٣] كل هذه الآيات هل توافق قيادة المرأة، وإلا تخالفها؟ لا شك أنها تخالفها، إذاً فهل ننقاد لجر المرأة إلى الهاوية بدعوى أن المرأة كانت تركب البعير، لها أن تركب السيارة، ونحن الذين نذهب بها، ونحن الذين نقضي حاجتها، ونحن الذين نذهب ونجيء لأجل مصلحتها، نجعلها تتسوق بصحبتنا فيما تحتاج إليه، ولا بد من تناوله بيدها وما يتعلق بذلك، لكن إذا قادت السيارة وخرجت لوحدها حتى ينفرد بها من ينفرد في أطراف المدينة، أو يخالطها من يخالطها في أي مكان، من أين يحصل للمرأة العفة والحياء وغض البصر؟ وإلا سوف تسوق السيارة وهي مطأطئة رأسها في غض البصر، لا يمكن أن تعقل هذه المسائل كلها، فالذين يقولون: قياس قيادة المرأة على ركوب الجمل، الجمل قضية ركوب وليست قيادة، الجمل وسيلة لنقل المرأة، فنحن ما منعنا المرأة تركب في السيارة مع محرمها، أو حينما لا تكون الخلوة في قضاء حاجتها، ما هناك مانع أن المرأة تركب، لكن أن تقود هي في مجتمع الأعين فيه شاردة، والنظرات جائعة، والمرأة ضعيفة، والأخطار كامنة، ونقول: المرأة قادت الجمل، فلماذا لا تقود السيارة؟! أظن أن هذا قياس غبي مع الفارق.