للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الواجب على الأمة تجاه ما حل بالكويت]

عباد الله: ما أنتم فاعلون بعد هذا؟ إن كثيراً منا لما سمعوا وتابعوا الأخبار في لندن ورويتر ووكالات الأخبار ما زادوا على ذلك شيئاً، والله -يا عباد الله- إن كنا نعرف حقيقة نذر الله للعباد، وإن كنا نتعامل مع سنن الله في الكون، فإن من واجبنا بعد أن سمعنا هذا الاجتياح الغاشم لإخواننا المسلمين أن ننظف البيوت من المعاصي، نطهر البيوت من السيئات، ونتوب إلى الله من الفواحش والخطيئات، وما دفع البلاء إلا بتوبةٍ صادقة، وما نزلت عقوبة إلا بذنب وما رفعت إلا بتوبة من ذلك.

فيا معاشر المؤمنين: أين التضرع إلى الله، والله إني كنت أقول في نفسي: لتضجن المساجد بالقنوت في صلاة الفجر لتدعوا للمسلمين في الكويت أن يرفع الله عنهم هذا البلاء وهذا العدوان الغاشم، ولكن يا للأسف! لعل الكثير منا لم يدع لهم في ركوعه أو سجوده، لماذا يا عباد الله؟! أهكذا بلغت بنا الأنانية أن نتفرج على الأحداث؟ كم بيننا وبين هذه النار المحرقة؟ كم بيننا وبين هذا العدوان الغاشم؟ إنه عدوان حل بجيراننا ومع ذلك فهل ما نراه يغير في سلوكنا؟ هل يغير في واقعنا؟ هل يجعلنا أشد عودة إلى الله؟ هل يجعلنا أكثر رغبةً فيما عند الله؟ هل يجعلنا أشد تمسكاً بدين الله جل وعلا؟ إن من أعظم المصائب أن الإنسان يبتلى وينذر بالعقوبة أو بما شابهها ثم بعد ذلك هو لا يدري.

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم