للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما أعد الله لساكني الجنة فيها]

ثم يقول في وصف الجنة التي أعدها الله للمتمسكين بالكتاب والسنة الملتزمين بأمر الله وأمر رسوله:

هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعميها باقٍ وليس بفان

درجاتها مائة وما بين اثنتين فذاك في التحقيق للحسبان

مثل الذي بين السماء وبين ها ذي الأرض قول الصادق البرهان

لكنَّ عاليها هو الفردوس مس قوفٌ بعرش الخالق الرحمن

أبوابها حقاً ثمانية أتت في النص وهي لصاحب الإحسان

ولسوف يدعى المرء من أبوابها جمعاً إذا وفى حلى الإيمان

منهم أبو بكر هو الصديق ذا ك خليفة المبعوث بالقرآن

هذا وفتح الباب ليس بممكنٍ إلا بمفتاحٍ على أسنان

مفتاحه بشهادة الإخلاص والتـ توحيد تلك شهادة الإيمان

أسنانه الأعمال وهي شرائع ال إسلام والمفتاح بالأسنان

هذا ومن يدخل فليس بداخلٍ إلا بتوقيعٍ من الرحمن

لا تلغين هذا المثال فكم به من حل إشكال لذي العرفان

وكذاك يكتب للفتى لدخوله من قبل توقيعان مشهوران

هذا وأول زمرة فوجوههم؛ هذه أول زمرة تدخل الجنة يذكر ابن القيم صفاتهم يقول:

هذا وأول زمرة فوجوههم كالبدر ليل الست بعد ثمان

السابقون هم وقد كانوا هنا أيضاً أولي سبقٍ إلى الإحسان

والزمرة الأخرى كأضوء كوكبٍ في الأفق تنظره به العينان

أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسك خالصٌ يا ذلة الحرمان

ويرى الذين بذيلها من فوقهم مثل الكواكب رؤية بعيان

ما ذاك مختصاً برسل الله بل لهم وللصديق في الإيمان

هذا وأعلاهم فناظر ربه في كل يومٍ وقته الطرفان

لكن أدناهم وما فيهم دني إذ ليس في الجنات من نقصان

فهو الذي مسافة ملكه بسنيننا ألفان كاملتان

فيرى بها أقصاه وحقاً مثل رؤ يته لأدناه القريب الداني

أو ما سمعت بأن آخر أهلها أي: آخر من يدخل الجنة من أهل الجنة وآخر من يخرج من النار.

أو ما سمعت بأن آخر أهلها يعطيه رب العرش ذو الغفران

أضعاف دنيانا جميعاً عشر أمـ ثالٍ لها سبحان ذي الإحسان

ألوانهم بيضٌ وليس لهم لحى جعد الشعور مكحلو الأجفان

هذا كمال الحسن في أبشارهم وشعورهم وكذلك العينان