للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كره الأعداء لنا ولديننا]

كيف يفعل بالأبرياء؟! وكيف يقتل العزل؟! وكيف تهان الكرامة؟! وكيف تجهض الحوامل؟! انظروا ما دمتم رأيتم، انظروا هذه الأفلام، اقلبوا الموجة ولو مرةً واحدة؛ لتدركوا إلى أي مدى إخوانكم يذبحون ذبح الشياه، وينهكون نهك النعاج، أين غيرة شباب المسلمين؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.

اقرءوا عن إخوانكم، تتبعوا أحوالهم، إن الناس قد أشغلهم أمر الدينار لما أوشكت الحرب العراقية الإيرانية أن تقف، إن الناس أشغلهم أمر الليرة هل ترتفع أم لا؟ وما أشغلهم يومٌ من الأيام مذبحةٌ من مذابح المسلمين في أي قطرٍ من أقطار المسلمين.

فيا عباد الله! اسمعوا إلى نفثات جريحٍ قالها وهو يتشحط في دماء إخوانه:

أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول عليه للدين النحيب

فحقٌ ضائعٌ وحمىً مباحٌ وسيفٌ قاطعٌ ودمٌ صبيب

فكم من مسلمٍ أمسى سليباً ومسلمةٌ لها حرمٌ سليب

وكم من مسجدٍ جعلوه ديراً على محرابه نصب الصليب

دم الخنزير فيه لهم خلوقٌ وتحريق المصاحف فيه طيب

أمورٌ لو تأملهن طفلٌ لطفل في عوارضه المشيب

أما لله والإسلام حقٌ يدافع عنه شبانٌ وشيب

فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكم أجيبوا

{مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} [التوبة:٣٨] {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [محمد:٣٨] فمنكم من ينفق، ومنكم يا عباد الله من يتردد، منكم من يحاسب الريال محاسبةً شديدة، منكم من يحدث المبلغ حديثاً ذا شجون، هل يخرجه أم لا؟ فيا عباد الله:

أصون نفسي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال

فينبغي أن نصون الأعراض، وأن نرفع الجهاد، وأن نقدم آيات الولاء صادقةً لله ولكتابه وللمجاهدين ولأئمة المسلمين بكل ما أوتينا، بأنفسنا، بأموالنا، بأقلامنا، بصحفنا، بوسائلنا وبكل أمرٍ استطعنا أن نحمله.

يا عباد الله! انتبهوا لما يحاك ويدبر ضد إخوانكم المسلمين، إن الحرب تمشي خطوةً خطوة، تأملوا الحرب التي حلت بإخواننا المسلمين، أياً كان نوعها، عسكريةً وفكرية، والله إن الذي جعلهم يتسلطون على هذه البقعة بعينها ليس هو كره هذه الدولة وحب لبقية الدول من أبناء المسلمين؟ لا وألف لا، لكنهم يريدون المسلمين لقمةً لقمةً، يريدونهم خطوةً خطوةً.

إن من تتبع مناهج الفساد ومظاهره التي تحل بمجتمعات المسلمين، والتفت إلى الوراء قليلاً لينظر كيف حل الفساد بدولٍ إسلامية، انقلبت علمانية أو شيوعية أو اشتراكية، ليرى المخطط يمضي درجةً درجةً، ويمشي خطوةً خطوةً، وما أشبه الليلة بالبارحة.

فيا عباد الله! أفيقوا واستفيقوا، وانتبهوا لما يراد بكم، عودوا إلى الله عوداً حميداً، عودوا إلى الإسلام عوداً جديداً، انبذوا المنكرات، حاربوا المنكر وأهله، ارفعوا بالإسلام رأياً، لا تتركوا المساجد واعمروها بطاعة الله، أزيلوا الضغائن والشحناء بين النفوس، كونوا عباد الله إخواناً واثبتوا صفاً واحداً، والله لا سبيل للأمة إلا بالجماعة، وإن الفرقة لهي شرٌ مستطيرٌ على الأمة، فاتحدوا واستعينوا {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:٢٠٠].

اللهم أغز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم إنهم يريدون بهذه الجزيرة شراً، اللهم إنهم يريدون بالحرمين سوءاً، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.

اللهم من أراد بنا سوءاً، وبولاة أمرنا فتنة، وبعلمائنا مكيدة، وبشبابنا ضلالة، وبنسائنا تبرجاً وسفوراً؛ اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم شتت له ما تجمع، اللهم فرق له ما تجمع، اللهم عليك بأعداء دينك، اللهم عليك باليهود والشيوعيين والجعفرية والإثني عشرية، اللهم مزقهم واجعلهم بدداً، اللهم لا تبق منهم أحداً، اللهم اهلك زروعهم وضروعهم، اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم احفظ إمام المسلمين، اللهم أصلح مضغة قلبه، اللهم أصلح بطانته، اللهم قرب له من علمت فيه خيراً له وللأمة، وأبعد عنه من عملت فيه شراً له وللأمة، اللهم سخر لنا وله ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك، اللهم لا تشمت بنا حاسداً ولا تفرح علينا عدواً.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا مجاهداً إلا نصرته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذريةً صالحةً وهبته.

اللهم ادفع عنا البلاء والزنا والزلازل والمحن؛ ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمدٍ صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

شباب الإسلام أعود إلى كلمة نسيتها: إن الدعاة منكم، إن الذين أدركوا درجة الوعي ودرجة الفهم وبلغوا مرتبة الدعوة، وبلغوا مرحلة الاستقامة والالتزام، فعليهم واجبٌ أضعاف أضعاف ما على غيرهم من الواجبات: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:٩] إنهم لا يستوون في الدرجات، فكذلك لا يستوون في الواجبات، إن من علم تحمل مسئولية، فيا شباب الإسلام! احفظوا مجتمعكم بالدعوة إلى الله عبر وسائلها المختلفة.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.